العراق يتنفس، هذا ليس تحفيز في ورشة عمل للتنمية البشرية بل واقع حال نعيشه اليوم بشكل واضح وملموس، بعد مخاض عسير ولد برلمان عراقي جديد تتقاسمه الوجوه القديمة والجديدة، برلمان مختلف من حيث الوجوه عما سبقه، وقبل حسم ملف رئاسة الحكومة لابد من حسم ملفي رئاسة البرلمان والجمهورية. الجلسة الأولى أفرزت عن تجديد الثقة بالمهندس محمد الحلبوسي كرئيس للبرلمان بتوافق كبير، ثم انطلق التنافس لحسم موقع رئاسة الجمهورية الذي تقدم له العديد من الشخصيات ذات الإرث السياسي، إلا أنني هنا أود الحديث عن الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد خبير المياه العالمي الحاصل على شهادة دكتوراه فلسفة هيدروليكية المياه من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة وهي من الأطروحات النادرة على مستوى العالم، مما أهلته للعمل في العديد من البلدان حول العالم منها المملكة العربية السعودية في 1977 حيث عمل على إجراء البحوث والأعمال الحقلية التي تخص الدراسة والتصميم والإشراف على مشروع الري والتنمية في المملكة، وبعدها انتقل للعمل في الصومال في مشروع الري الشمالي لإجراء المسح والتقييم للمشروع وبقي فيها لغاية عام 1981. للفترة ما بين عامي 1981- 1982 أصبح مدير مشروع منظمة الغذاء والزراعة الدولية مشروع التنمية الزراعية لوادي توبان في اليمن، وعاد مرة أخرى إلى المملكة العربية السعودية من 1982-1983 كمهندس مقيم في منظمة الغذاء والزراعة الدولية لسد وادي جيزان وشبكة الري. ومن 1983 – 1986 بعدها أختير مديراً لمشروع منظمة الغذاء والزراعة الدولية والإشراف على عدد من الخبراء المختصين في منظمة الغذاء والزراعة الدولية FAO. وبعد حملة لحقيبة المياه الوزارية من عام 2003 ولغاية نهاية عام 2010، أحدث ثورة في بلد أنهكته الحروب والأزمات ويعاني من حرب مياه مفتوحة على الجبهتين الايرانية والتركية حيث أنجز الكثير من المشاريع الحيوية التي نهضت بالواقع المائي بما فيها إنعاش الأهوار في جنوبالعراق واستثمار الموارد المائية في العراق السطحية والجوفية وتنمية وتطوير استخدامها، وعمل على إدخال التقنيات الحديثة ونظم المعلومات الجغرافية GIS وغيرها من المشاريع الستراتيجية كبناء عدد من السدود في كردستان العراق وفي المنطقة الغربية، الرجل الآن أحد المرشحين الأوفر حظا لرئاسة جمهورية العراق والسؤال المهم هنا هل يعيد الخبير المياه لمجاريها…؟