المقال الذي كتبه الأستاذ محمد معروف الشيباني تحت عنوان “صورة الملك هناك.. في غير محلها” وضعنا على منطقة مهمة وحساسة تتعلق بالثورات العربية أو ما يطلق عليه الربيع العربي، وأهم نقطة في هذا الإطار هو دور المملكة الفعال داخل المنطقة وحقيقة دورها ورؤيتها لهذا الربيع. ودائما ما نتخيل الصورة والفرق بينها وبين الأصل الذي يكمن في مجموعة من المواقف ويتبلور في مجموعة من الرؤى للمجتمع، حيث سنلحظ على سبيل المثال كيف أن صورة العلم السعودي داخل ميدان التحرير حين رفعه المتظاهرون ونقلته وكالات الأنباء دفع البعض لاتهام السعودية بتمويل هذه الاحتجاجات مما حدا بالبض لمحاولة الهجوم على سفارة خادم الحرمين، في وقت اتهم البعض الملكة أنها لا تقف مع الثورة المصرية رغم أن علمها كان يرفرف كل يوم بالتحرير، وعلى الناحية الأخرى سنجد اليمن التي تحدث عنها الشيباني في مقاله بصحيفة “البلاد” ومؤيدو صالح يرفعون صورة خادم الحرمين، فيما اعتبره الكاتب أنها من مزايدات الربيع العربي. إن قدر المملكة كأكبر قوة أقليمية داخل الوطن العربي وكحاضنة للحرمين الشريفين، دائماً ما يضعها أمام مهب الريح وتضعها الصور من هنا هناك إلى تحمل مواقف قد لا تريد أن تحملها، أو تبني رؤى في غير محلها رغم أن النظام السعودي لم يكن طرفاً في أي نزاعٍ داخليٍ لأية دولة كما يقول الكاتب. وفيما يلي نص المقال كاملاً: صورةُ الملك هناك.. في غير محلّها محمد معروف الشيباني أتمنى على سفير المملكة في صنعاء أن يطلب من الرئيس صالح الإيعاز ( لِمُحبيه وأنصارِه ) ألَّا يرفعوا صورة خادم الحرمين الشريفين في مظاهراتهم المُناصرة له، كما فعلوا الجمعتين الماضيتين، صيانةً لها من المزايدات. تكرار رفعها يُراد به التأكيد لمعارضيه والثوار وعدساتِ الخارج، أن الملك يقف بقوةٍ إلى جوار صالح، فَيَخِفُّ الضغط على الرئيس،وتنال المملكة من شانِئيه نصيباً وافراً من الاستنكار. لم يكن النظام السعودي طرفاً في أي نزاعٍ داخليٍ لأية دولة. والرياض أحرص ما تكون على تقريب المتخالفين – إن كانت لها دالَّةٌ عليهم -. فتتعامل معهم بمبدأ ( سددوا و قاربوا ) و أسلوب ( لا غالب و لا مغلوب )، طالما النفوس مُحتَقِنَة والعقولُ مُغَيَّبَة و الحِكمة مُجَنَّبَة و الأصابع على الزِّناد. رفع صورة الملك أو العلم السعودي في تلك المظاهرات رفعٌ في غير محلّه. ووَضْع الأمر في غير محله مَضَرة. يُذَكّرنا برفع المصاحف في وجه عليٍ رضي الله عنه ( كلمةُ حقٍّ أُريد بها باطل ).من حقنا الدفاع عن صورته. فهو عَلَمُنا بعد ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ).