بصفتي أحد أبناء البادية فإنني أشعر بالفخر والاعتزاز لانتمائي لهذه الفئة العظيمة، هذه الفئة التي أراد وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة استنقاصها وتمرير ازدراؤه للمواطن السعودي الذي لم يستطع مجاراته في البرنامج التلفزيوني، لتخرج تلك العبارة التي تمنى فيما بعد أنه لم يتفوه بها. أهل البادية أو كما قال شربل في شطحته الشهيرة "أهل البدو" في كل بلد هم من يجسدون معنى الأصالة والأخلاق منذ قديم الزمن وحتى الآن. أهل البدو هم الآن يشعرون بالفخر والزهو وهم يشاهدون قيادة بلادهم تحرص كل الحرص على تضمين وتوظيف كل ما هو تراثي وأصيل في مشاريعها وتفاصيل رؤيتها. أهل البدو هم الذين لم يتنكروا لماضيهم بكل ما فيه من صعوبات وندبات، أهل البدو هم الذين ظلوا ماضين بأنفتهم واعتزازهم بالخيمة، وبيت الشعر، والسدو، والناقة، وكل ما يمثل رمزاً وطنياً ولو كان بسيطاً. وخلال هذه الفترة التي تتسابق فيها دول العالم لتطوير مؤسساتها وإصلاح سياساتها وتعزيز اقتصاداتها، كنّا ننتظر أن تسقط تفاحة جديدة بيد المسؤول اللبناني، يقدم من خلالها قانوناً سياسياً مفيداً لبلده، أو مقترحاً اقتصادياً يحرر دولته من أزمتها الخانقة. لكن ذلك لم يحدث بتاتاً، بل إن شجرة الأرز بكاملها سقطت على رأس كل حاقد على المملكة العربية السعودية، وكان سقوطها على يد ورأس شربل. وعلى رأس كل ناعق يخفي الحقائق ويظهر الأكاذيب، فمتى يستفيق أولئك الحاقدون من غفوتهم ويعترفون بفضل المملكة العربية السعودية ودورها التاريخي مع دولهم، أم أن هناك من يسيّر تلك الدول ويكمم أفواه الأحرار فيها! ورغم الاعتذار الذي أتى في الوقت الضائع إلا أن تلك الكلمة وذلك اللقاء الذي أسقط الأقنعة عن الوجوه البائسة؛ ستظل دليلاَ واضحاً على العمق التاريخي للمملكة العربية السعودية وسياستها الحكيمة. وعلى تكاتف الشعب السعودي الذي وقف نداً لكل ما يمس دولته وقيادة بلده، وهي ليست المرَة الأولى التي يقف فيها منافحاً شامخاً كشموخ جبل طويق. فالأحداث تشهد والحقائق تبدو جليةً للعيان وإن أراد البائسون عكس ذلك، وهي تشهد أيضاً على حلم المملكة العربية السعودية وسياستها الرصينة؛ التي تعطي المجال للمتجاوزين بالتراجع عن حماقاتهم، وإلا فإن الرد كما تعودوا سيكون قاسياً ورادعاً. ومن يدري فربما تكون تلك العبارة التي أراد بها شربل النيل من المجتمع السعودي؛ تكون بدايةً لإصلاح السياسة اللبنانية من عبث الأحزاب المتناحرة وعودتها للطريق الصحيح، بعد سنوات من نخر الطائفية والمصالح الشخصية في جسد السياسة اللبنانية، وتكبيلها الكثير من الخسائر التي كان آخرها انفجار مرفأ بيروت وما صاحب ذلك من حقائق موجعه لكل عربي أصيل وليس لبناني فقط. وختاماً فإن البرامج التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي على كثرة السلبيات فيها؛ إلا أن لها دوراً هاماً في تعرية الكثير ممن يظهر بها، وكشفه على حقيقته، فجملة قصيرة أو كلمة واحدة كفيلة بسقوط صاحبها، ورب كلمة قالت لصاحبها دعني!