افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – اليوم – عبر الاتصال المرئي – أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. وفي مستهل أعمال المجلس تليت آيات من القرآن الكريم. ثم تشرف معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ، وأعضاء وعضوات المجلس بأداء القسم، وذلك عقب صدور الأمر الملكي الكريم بتعيينهم في المجلس في دورته الثامنة، قائلين: ( أقسم بالله العظيم ، أن أكون مخلصاً لديني ثم لمليكي وبلادي ، وألا أبوح بسر من أسرار الدولة ، وأن أحافظ على مصالحها وأنظمتها ، وأن أؤدي أعمالي بالصدق والأمانة والإخلاص والعدل ). عقب ذلك ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الخطاب الملكي السنوي فيما يلي نصه : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبيّ بعده ،،، الإخوة والأخوات أعضاء مجلس الشورى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: يسرنا افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى ، سائلين المولى أن تكون أعمالنا خالصة لوجهه ، وأن يعيننا لخدمة الوطن والمواطن ، وأٌقدر لمجلسكم الموقر أعمالكم الجليلة . أيها الإخوة والأخوات منذ أن وحّد جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله المملكة العربية السعودية وهي تأخذ بمبدأ الشورى ، مما أسهم في تعزيز مسيرتها التنموية الشاملة لتحقيق ما تصبو إليه من أمن ورخاء وازدهار. وإننا نفخر بما شرفنا الله به من خدمة الحرمين الشريفين ، وتوفير كل سبل الراحة لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين ، وقد حرصنا على إقامة الركن الخامس من أركان الإسلام رغم الظرف الاستثنائي المتمثل بجائحة كورونا المستجد التي أصابت العالم ، ودفعنا المزيد من احتياطات السلامة والوقاية ، فاقتصر الحج على عددٍ محدودٍ من مواطنين ومقيمين، لضمان صحة الحجيج.
كما أننا نتابع باهتمام تطورات الأوضاع في ليبيا، مجددين ترحيب المملكة بتوقيع اللجان العسكرية الليبية المشتركة الاتفاق الدائم على وقف إطلاق النار برعاية الأممالمتحدة، متطلعين إلى أن يمهد الاتفاق الطريق لإنجاح التفاهمات الخاصة بالمسارين السياسي والاقتصادي، بما يسهم في تدشين عهد جديد يحقق الأمن والسلام والسيادة والاستقرار لليبيا وشعبها الشقيق، داعين إلى وقف التدخل الخارجي في الشأن الليبي. وبوصف المملكة رئيساً لمجموعة أصدقاء السودان فإنها تشدد على أهمية دعم السودان حالياً، وتؤكد الدعم السياسي الكامل لمحادثات جوبا للسلام. حفظ الله المملكة العربية السعودية، وأدام عليها فضله، ووفقنا وإياكم لمواصلة قيامنا بخدمة شعبنا، وتعزيز أدوار بلادنا الريادية، ومساهماتها في تحقيق الأمن والسلم والتنمية إقليمياً ودولياً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد أثمرت جهود بلادكم في التصدي المبكر للحد من آثار الجائحة ، وهو ما ساهم في تدني انتشار العدوى وانخفاض أعداد الحالات الحرجة ولله الحمد. وأكرر شكري لإخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي المواطنين والمقيمين ، على تفهمهم وتعاونهم في اتباع التعليمات وتنفيذ الإجراءات ، كما أشكر أجهزة الدولة كافة، على جهودهم في مواجهة الجائحة . وإني لأشكر من هذا المقام أبنائي الجنود البواسل في الحد الجنوبي، وأدعو لهم بالثبات ، ولشهدائنا بالجنة. وفي سبيل تخفيف الآثار الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا المستجد ، سارعت بلادكم لتقديم مبادرات حكومية للقطاع الخاص ، وخصوصاً المنشآت الصغيرة والمتوسطة ، شملت أكثر من ( 218 ) مليار ريال ، إضافة لدعم القطاع الصحي بمبلغ ( 47 ) مليار ريال. ولقد سعينا من خلال إدارة الجائحة إلى استمرار الأعمال وموازنة الأثر الاقتصادي والصحي والاجتماعي ، وسنواصل التقييم المستمر ، حتى انتهاء الجائحة بإذن الله. الإخوة والأخوات في تأكيد لريادة بلادكم ، دعت المملكة العربية السعودية ، التي ترأس الدورة الحالية لمجموعة العشرين ، في ظرف جائحة فيروس كورونا المستجد ، وبغية مواجهة عالمية تخفف آثار الجائحة ، لعقد قمة اسثنائية افتراضية ، جرت في ( مارس ) الماضي ، ونتطلع من قمة مجموعة العشرين ، التي ستعقد بحول الله هذا الشهر إلى تعزيز التنمية ، وتحفيز التعاون عالمياً ، لصنع مستقبل مزهر للإنسان . وإضافة إلى ذلك ، فقد حرصت المملكة العربية السعودية منذ تأسيس منظمة أوبك على استقرار أسواق البترول العالمية ، وليس أدل على ذلك من الدور المحوري الذي قامت به في تأسيس واستمرار اتفاق مجموعة أوبك بلص ، وذلك نتيجة مبادرات المملكة الرامية إلى تسريع استقرار الأسواق واستدامة إمداداتها. كما عملت المملكة ، ولا تزال تعمل لضمان استقرار امدادات البترول للعالم بما يخدم المنتجين والمستهلكين على حد سواء ، على الرغم من الظروف الاقتصادية التي يعيشها العالم اليوم بسبب جائحة كورونا وانعكاساتها على أسواق البترول العالمية.