يراقب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مستجدات الساحة الأمريكية عن كثب بعين مترددة تجهل مصيرها، متخوفا من المستقبل بعد إعلان فوز المرشح الديمقراطي الأمريكي جو بايدن. ورغم محاولات الإعلام الإخواني تلميع الموقف التركي وتمييع الخلافات مع إدارة "أوباما – بايدن"، إلاّ أنّ القلق التركي لا يمكن إخفاؤه، تحديداً بعد التصريحات الأخيرة لجو بايدن والتي شنع فيها بحكومة أردوغان. "أردوغان مستبد"، هذا كان وصف بايدن للرئيس التركي، مندداً بسياسته تجاه الأكراد، وداعياً إلى دعم المعارضة التركية، قائلاً: "أعتقد بأننا يجب أن ننتهج نهجاً مختلفاً تماماً تجاهه، يجب أن ندعم قيادة المعارضة". وأضاف بايدن: "يمكننا دعم العناصر القيادية التركية التي لا تزال موجودة والاستفادة منها بشكل أكبر، وتشجيعهم على تولي زمام الأمور وهزيمة أردوغان". "بايدن" أكد في تصريحاته على أن أردوغان "انتهى"، بعد أن فشل في الفوز بالانتخابات البلدية بمدينة إسطنبول، ولم تعد له شعبية في حزبه، مبيناً أنّ تركيا لا تريد الاعتماد على روسيا وهي تعلم أن واشنطن لن تستمر بالتعامل معها مثل السابق، مؤكداً: "أعتقد بأن الأمر يتطلب الكثير من العمل حتى نتمكن من الاجتماع مع حلفائنا في المنطقة والتعامل حول كيفية عزل ما يفعله في المنطقة ولاسيما البحر المتوسط". وأثارت التصريحات غضب الحكومة التركية الحالية التي رفضت ماجاء على لسان بايدن، حيث اعتبر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين أن بايدن يتحدث من منطق جاهل ومتغطرس ومنافق. وتزامنا مع انتشار التصريحات نشرت صورة نادرة من عام 1980 لجو بايدن برفقة بولنت أجاويد زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض التركي، حيث اجتمع الطرفان برفقة ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ، إضافة إلى رئيس أركان الجيش التركي الجنرال كنعان ايفرين. وعقب تلك المقابلة بفترة قصيرة قاد الجنرال ايفرين انقلاباً في تركيا مدعوم من الولاياتالمتحدة، مما يجعل أردوغان يخشى من المصير نفسه. ويعزز مخاوف أردوغان من انقلاب وشيك تشابه ظروف الانقلاب السابق مع وضع تركيا الحالي، فقد بدأ الانقلاب بسبب ازمة اقتصادية ارتفاع التضخم في عام 1976 ل20% ثم وصل إلى 60% عام 1978 وفي عام 1980 رسي التضخم على نسبة 137%، وتعاني الليرة اليوم من هبوط حاد أفقدها قيمتها وهوى بها إلى مصير اقتصادي معتم إذ بلغت قيمة الليرة التركية 8.43 مقابل الدولار.