أسدل الستار أخيراً عن الموسم الأكثر صعوبة في تاريخ عميد الأندية السعودية بعد أن نافس على الهبوط لآخر جولات دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، واضعاً قلوب جماهيره ومحبيه بين فكي الهبوط قبل أن ينتفض في الرمق الأخير ويعيد شيء من كبريائه وتاريخه وشخصيته، مؤكداً أنه يمرض ولا يموت يعاني تقلبات الزمن ولكنه لايستسلم لها وتمر سنينه العجاف ولا يقنط من ربيعها حتى وإن جاء على استحياء. الموسم الاتحادي القاسي جداً ما إن انتهى بزفرة البقاء لم تنم أعين المحبين وجماهيره تلك الليلة حتى وضعت الأمنيات بتغيير حال النادي الغربي قبل بدء الموسم الجديد بأحلام هي حق مشروع لها كجماهير عاشقة وقفت مع كيانها في أحلك الظروف وأتعسها، ولكن الواقع يفرض نفسه على جماهير نادي الاتحاد وهو ما يزيد من معاناتها وقلة حيلتها وبقاء أحلامها قيد الانتظار إن لم تكن أشبه بسراب سرعان مايزول لتعود المعاناة نفسها وبآلامها وأوجاعها للمدرج الاتحادي دون أي رحمة. "الوئام" بدورها ستسلط الضوء من خلال هذا التقرير عن الوضع المتوقع لنادي الاتحاد الموسم المقبل والخيارات المتاحة من تغيير أو استمرار للإدارة الحالية ومعطيات كل مايتم طرحه لتصحيح وضع النادي المالي والإداري ومن ثم الفني. إدارة أنمار ورحيلها: كثر اللغط حول بقاء إدارة أنمار الحائلي الرئيس الاتحادي ورحيلها من خلال الحديث عن تكتل اتحادي شرفي للضغط على هذه الإدارة وتقديم استقالتها ومن ثم تشكيل مجلس إدارة جديد من خلال عقد جمعية عمومية غير عادية وسط مطالبات جماهيرية أيضاً برحيل إدارة أنمار لا يمكن أن نغفلها بطبيعة الحال، ولكن الواقع يرفض ذلك تماماً لاعتبارات عدة هي من ستفرض بقاء إدارة الحائلي على الأقل لموسم آخر وسنلخصها في النقاط التالية. أولاً، عدم وجود البديل: يكاد يخلو المشهد الاتحادي من الشخصيات الاتحادية التي تحظى بثقة ودعم الجماهير الاتحادية ويمكن لها أن تضع ثقتها بها وتراهن عليها لإعادة هيبة الاتحاد البطل وتقوده لمرحلة تصحيح ومن ثم مرحلة بناء متوازنة بين البقاء والمنافسة قبل الدخول في صف المنافسة الأول مع بقية فرق دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وذات السؤال يعيد نفسه ويعطي مساحة أكبر لبقاء إدارة أنمار لموسم آخر.. أين ومن هو البديل؟. ثانياً: غياب الاستقرار الإداري: يرى البعض بأن الاستقرار الإداري هو ما ينقص نادي الاتحاد خصوصاً في ظل التكليفات والإدارات التي لم تكمل مدتها النظامية لأسباب مختلفة ما أرهق النادي طوال ال (14) الماضية، وكانت حجر عثر أمام البناء ورسم الخطط والأهداف، وبالتالي فإن بقاء الإدارة الحالية أفضل من رحيلها وإعادة الأمور لرحى الدوران من جديد أملاً في قادم أجمل. ثالثا: القضايا المالية: لايمكن بأي حال من الأحوال إغفال خطورة الوضع المالي المخيف والمرعب لنادي الاتحاد نظير الكثير من القضايا المرفوعة ضد النادي لدى الجهات الرياضية الدولية من خلال حقوق لاعبين أجانب وكذلك مدربين سابقين ، وهو ما يؤرق كل مشجع اتحادي وبالتالي فإن استمرار الإدارة الحالية وحسب ما صرح به رئيس النادي بأن الأمور والقضايا المالية لدى الجهات المعنية دولياً تحت السيطرة والمتابعة أولاً بأول من قبل إدارة النادي فإن ذلك يبعث بالطمأنينة نوعاً ما ومن الممكن أن يكون أفضل من قدوم إدارة جديدة قد يغيب عنها بعض الملفات المالية كما سبق وأن حدث مع بعض الإدارات ونفي علمها ببعض القضايا المالية المرفوعة ضد النادي وأضرت بالكيان الاتحادي بشكل أو بآخر. رابعاً: قرب بداية الموسم المقبل: ولعل قصر الفترة بين نهاية الموسم الحالي 2019/2020 وبداية الموسم الجديد 2020/2021 لا يعطي الفترة المناسبة والجيدة لخيار تغيير الإدارة الاتحادية أبداً خصوصاً في ظل عدم وجود البديل كما سبق وأن تطرقنا له في " التقرير" فعامل الوقت لا يساعد لمثل تلك الخطوة. خامساً : غياب المجلس الشرفي: الجميع يعلم بالغياب التام للمجلس الشرفي الاتحادي وعدم وجود "الأب الروحي" للاتحاديين بعد ابتعاد الكثير من الرموز الاتحادية التي كانت تنجح في لم شمل المجلس الشرفي الاتحادي ولها القدرة على مناقشة الإدارة والضغط عليها لتصحيح المسار في حال وجود أي انتكاسة أو ضعف في أدائها مانتج عنه فجوة كبيرة تسببت في صعوبة تصحيح مسار الإدارة وغياب الصوت الاتحادي الشرفي الذي بات غير مسموع تماماً. ختاماً ظهرت إدارة أنمار الحائلي بمظهر ضعيف وأداء غير مقنع تماماً للجماهير الاتحادية في أول مواسمها بعد أخطاء بدائية ارتكبتها كادت أن تعصف بالفريق الأول لكرة القدم وتاريخه المجيد إلى غياهب دوري الدرجة الأولى مع استداركها لبعض التخبطات من خلال تعيين حامد البلوي كمدير تنفيذي للفريق الأول لكرة القدم والتعاقد مع المدرب البرازيلي كاريلي قبل نهاية الموسم وفي فترة حرجة إلا أنها كانت الخطوتين الأبرز في موسم هذه الإدارة الغير مقنع والغير مرضي. إذا قد لا يُقنع عمل إدارة نادي الاتحاد محبي النادي ولكن الواقع يفرض ذاته وبقوة وبمنطق هذا أنا ولابد أن تقبلوني أما مايشاع من تكتلات شرفية رغبةً في تغيير واقع العميد من خلال ضغط على الإدارة الاتحادية الحالية للرحيل فلا يعدو كونه حديث تحت سحابة صيف عابرة سيرحل بسرعة رحيلها.