لم يتوقف الجدل حتى الآن على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي وسائل الإعلام، بشأن الحلقة الثالثة من مسلسل “مخرج 7″، الخاصة بالتطبيع مع إسرائيل، حيث تحول موضوع الحلقة إلى مَطية لمهاجمة المملكة من قبل الإعلام القطري وردائفه في المنطقة والعالم، بالمزايدة على موقف المملكة من القضية الفلسطينية، واتهامها زوراً بالسعي لإقناع شعبها بالتطبيع مع إسرائيل. وفيما يحاول الإعلام المعادي للسعودية كسب نقاط من خلال لَوي عنق مشاهد الحلقة، وتحميلها دلالات لم ترد بشكل مباشر أو غير مباشر في أحداثها، أكد خلف الحربي كاتب العمل أن الحلقة واضحة لمن يشاهدها، حيث لم يؤيد التطبيع مع إسرائيل إلا الجد الانتهازي، الذي قام بدوره الفنان راشد الشمراني. وأضاف الحربي في تصريحات نقلتها “العربية نت”، أن شخصيات المسلسل عبرت عن موقف مختلف شرائح المجتمع برفضها الواضح والصريح للتطبيع، لافتاً إلى أن العاملين في المسلسل ضد التطبيع، ومع الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني، لكنهم في المقابل لا يقبلون الإساءات التي يوجهها بعض الفلسطينيين إلى المملكة. ومن الآراء التي تُسوق في الإعلام المعادي للمملكة عبر تحليل حلقة مسلسل “مخرج 7″، أن المجتمع السعودي منقسم في رأيه تجاه القضية الفلسطينية حتى داخل الأسرة الواحدة، وهذه الرؤية بطبيعة الحال غير صحيحة، فالابن الذي كانت له علاقة بطفل إسرائيلي في لعبة على الإنترنت، لم يكن يفهم معنى هذه العلاقة، ولم يكن ثمة مؤيد للتطبيع غير الجد الذي يجسد في المسلسل الشخصية المحبة للمال، التي تستغل أي شيء للوصول إليه، حتى أخلاق وعادات الشعب السعودي السمحة، متمثلاً في استغلاله لجاره “مشبب”. إن إثارة المسلسل لكل هذا الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى وسائل الإعلام، دليل على نجاحها وتأثيرها وقدرتها على توصيل رسائلها بشفافية، وعكس الصورة المتغيرة والجديدة للمملكة، وهو ما لا يريده أعداءها، الذين يتعاملون في العلن مع إسرائيل، ويسعون جاهدين إلى تنميط المجتمع السعودي. ومن المستغرب المزايدة على الموقف السعودي من القضية الفلسطينية من الإعلاميين القطريين، وهو ما ينطبق عليه المثل القائل “رمتني بدائها وانسلت”، وذلك بعد مضي سنوات على رؤيتهم وهم يتسابقون على مصافحة شمعون بيريز خلال زيارته الأولى لقطر عام 1996، وافتتاحه للمكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة، وتوقيعه لاتفاقية بيع الغاز القطري لإسرائيل، أو في زيارته الثانية عام 2007 التي جاءت بدعوة من مؤسسة أكاديمية قطر، حيث استقبله حينذاك حمد بن خليفة آل ثاني. ويظل الموقف السعودي من القضية الفلسطينية ثابتاً على امتداد تاريخ المملكة، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حيث عبرت جميع المواقف الرسمية في كل المحافل الدولية عن دعم القضية الفسلطينية وتجريم الاحتلال والاستيطان، وكان آخرها ما أكدته المملكة اليوم (الخميس)، خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، بأن فلسطين هي القضية المركزية للعرب والمسلمين، والقضية الأولى للمملكة، وذلك في إطار مناقشة ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من مخططات لفرض السلطة وضم الضفة الغربية أو أجزاء منها تحت السيادة الإسرائيلية.