حققت الجامعات السعودية إنجازات تعليمية غير مسبوقة في ظل جائحة كورونا التي تسببت في تعليق العام الدراسي داخل القاعات فقط، لكن الدراسة استمرت عن بُعد في تجربة أكدت نجاحها نظرًا لتوفر منصات تعليمية متنوعة متوافقة مع طبيعة المقررات وظروف الطلبة وبُنية تحتية متميزة في الجامعات السعودية، فضلًا عن توفر منظومات إلكترونية تفاعلية وأدوات تعليمية حديثة، وبرمجيات متخصصة مرتبطة مزودة بكفاءات عالية المستوى. وكشفت هذه التجربة مدى جاهزية المنظومة التعليمية في المملكة وقدرتها على تحدى الصعاب. وهذا النجاح للجامعات السعودية يدل على جاهزية وكالاتها وعماداتها وكلياتها المختلفة، واستعدادها الكبير لكل الظروف الطارئة، وذلك استنادًا إلى وجود البنى التحتية اللازمة التي تم تطويرها واستثمارها الاستثمار الأمثل بدعم سخي من قيادتنا الرشيدة، الأمر الذي مكّن الجامعات من التحول السريع للاستمرار في تقديم رسالتها التعليمية عن بُعد منذ الأول من فبراير، وتحقيق العائد التعليمي للطلاب والطالبات وفق أعلى المستويات التعليمية التي تقدمها هيئة التدريس في مختلف الجامعات والكليات. وأكدت هذه التجربة في مجملها أن الجامعات السعودية تمكنت من تجاوز كل الصعاب عبر كفاءاتها التعليمية لمواصلة رسالتها في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، فضلاً عن عزيمة الطلاب وإصرارهم على تجاوز هذه الظروف. استعدادات الجامعات السعودية بدأت منذ الأول من فبراير المنصرم وتم التطبيق بعد قرار تعليق الدراسة، حيث استنفرت الجامعات كل طواقهما الإدارية والأكاديمية وأعضاء هيئة التدريس الذين يفوق عددهم 85 ألف عضوًا ليكتبون قصة نجاح فريدة في مجال التعليم عن بُعد، وقد أكدت هذه الكفاءات قدرتهم على تجاوز هذه الظروفة الطارئة، وذلك برفع جاهزيتهم وتأكيداتهم على القيام بدورهم الأكاديمي على أكمل وجه دون توقف، بل كثفوا جهودهم لتستمر العملية التعليمية وإكمال العام الدراسي بكل جوانبه الأكاديمية في هذه الظروف الصعبة، ونتج عن ذلك أن 27 جامعة سعودية أجرت اختباراتها للتقييم النهائي ب 12 وسيلة تعليمية متاحة خلال شهر رمضان المبارك والتي أقرت فيه بعض الجامعات إجراء الاختبارات خلال الفترة المسائية، وذلك للتيسير على الطلاب، وتقديرًا لظروف الصيام.