أثار ظهور تمثال سيدة روسية خلف عدد من الوزراء الأتراك في صورة وهم واقفون في الكرملين الخميس أثناء اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، سخط الأتراك. وظهر سخط الأتراك على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما أثارت الصورة ضجة وجدلا في تركيا وخارجها، والسبب هوية المرأة الروسية والرسالة التي حاول بوتين من خلالها إيصالها لأردوغان. ويعود التمثال لكاترينا الثانية أو كاترينا العظمى، إحدى أشهر أباطرة الروس التي استطاعت أن تقهر جيوش العثمانيين، وتوقف توسعاتهم نهاية القرن الثامن عشر. وتناولت صحف تركية معارضة ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي الحدث بالسخرية، حيث كتبت صحيفة “يني تشاغ” أن أعضاء الوفد التركي، “اصطفوا كالتلاميذ أثناء مباحثات أردوغان وبوتين تحت تمثال كاترين الثانية التي قهرت العثمانيين 11 مرة في الحرب الروسية العثمانية”. وكاترين الثانية كانت زوجة الإمبراطور الروسي بطرس الثالث، وتمكنت من التربع على العرش بعد الثورة على زوجها وخلعه من الحكم، في الفترة بين (1762 – 1796). وتعد من أعظم حكام روسيا القيصرية حيث يعود لها الفضل في نقل البلاد من عقلية العصور الوسطى إلى التحديث وبفضلها تم الاعتراف بروسيا كقوة أوروبية عظمى. قادت كاترين سلسلة معارك وحروب ضد الدولة العثمانية في القرن الثامن العشر وأجبرتهم على توقيع معاهدات قاسية تخلوا فيها عن منطقة القرم، وسمحت فيما بعد بمرور السفن الروسية من مضيق البوسفور دون قيود. يشار إلى أن المباحثات بين أردوغان وبوتين أسفرت عن اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب شمال سوريا دخل حيز التنفيذ في الساعة الأولى من يوم الجمعة. وجاء الاتفاق بعد أسابيع من تصاعد العنف في إدلب عقب مقتل عشرات الجنود الأتراك وقصف أنقرة لعشرات المواقع التابعة للنظام السوري. ووفق نص الاتفاق ستقوم الدولتان بدوريات مشتركة، بدءاً من 15 مارس، على مسافة واسعة في محيط طريق “ام فور” السريعة التي تشكّل محوراً استراتيجياً يمرّ بمحافظة إدلب. استغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتير توتر العلاقات بين أردوغان ودول الغرب لدق أسفين في علاقات أنقرة وحلفاءها في الناتو. وجاء تصاعد حدة التوتر بين موسكووأنقرة، بعد أشهر من تحسن العلاقات بين البلدين قابله توتر للعلاقات بين تركيا وحلفاءها في حلف الناتو على خلفية قيامها بشراء منظمة دفاع جوية روسية. وكنت صحيفة فايننشال تايمز ذكرت في تقرير الخميس أن الزعيم التركي اعتقد أنه سيستعيد النفوذ والهيبة من خلال الانضمام إلى نادي بوتين المناهض لليبرالية، لكن الكرملين تلاعب به وسمح لبوتين بدق إسفين بين أنقرة وأعضاء الناتو. ووفقا للصحيفة فإن أردوغان ساعد الكرملين أيضا في دق إسفين بين الدول الأوروبية من خلال تشجيع اللاجئين والمهاجرين على عبور الحدود من تركيا، وأشارت أيضا إلى أن التاريخ التركي مليء بالهزائم على يد روسيا، وهذه المرة من غير المرجح أن يكون الأمر مختلف، في إشارة منها إلى التوتر الحاصل بين البلدين في شمال سوريا.