حذر إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين من النمامين الذين يطبقون عبارة الغاية تبرر الوسيلة وقال في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام ان هناك مرضا خطير من أمراض القلوب و أفات اللسان وعصرنا في أعلامة واتصالاته ساعدا على انتشار وزيادته في إثارة إلا وهو مرض الوشاية وبلاء النميمة ونقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد وزرع الأحقاد وبث القرائر فالنميمة رأس الغدر وأساس الشر وهي صفات متواليات وكل خصلة اشد من الأخرى . ودعا المسلمين لتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه داعيا إلى التثبت والتريث عند سماع الحديث المنقول والتأكد من الوشاية، وبين أن صاحب الوشاية لم يدفعه ذلك إلا لعداوة وبغضاء أو مشاركة أصاحب السوء ورفاق الرذيلة أو التزين بالحديث في المجالس وذلك من خلال التعرض لأعراض الناس أو التزين بالسوء بمن حكى عنهم ووقع فيهم. وأشار فضيلته بأن الواشي ينسى نفسه و يشُغل بعيوب غيره أن علم خيرا أخفاه، وإن علم بشر أفشاه وإن لم يعلم شيئا امتطى مطيه الكذب، وأضاف أن الواشين والنمامين باعوا دينهم بدنياهم ورضي الناس بسخط الله فتملقوا الناس ولم يخافوا الله. وأوضح بأن النمام لسانه حلو وقلبه يلتهب فيفسد في ساعة ما يفسده الساحر في سنه فلا يعرف للشهامة سبيلا ولا للمروءة طريقا، فكم حمل النمام من الأوزار والآثام وفي الحديث (لا يدخل الجنة نمام) وهم أشر عباد الله. وقال خطيب المسجد الحرام بأن النميمة مبنية على الكذب والنفاق وهذه أشر ما منية به الفضائل وبليت به العلاقات واصفا فضيلته النميمة بأنها تكون بالقول أو الكتابة أو الرمز أو الإشارة أو الإيماء. وحذر الكبراء والمسئولين والوجهاء والعلماء من بعض الجلساء مما قلة ديانته وضعفت أمانته الذين يرضون الناس بسخط الله داعيا فضيلته الفضلاء والكرماء التثبت والتمحيص في ما يقال حتى لا تقوى الأطماع وتأخذ حقوق الأبرياء مؤكدا فضيلته أن التثبت مما تنقله وسائل الإعلام ومما يكتبه بعض الكتاب وما تمارسه بعض وسائل الإعلام وشبكات المعلومات إنما هي لا تخلو من وشاية وتحريف على شاكِل الهمز ولمز مما يثير الفتن يؤجج النعرات الإقليمية والسياسية في أكاذيب وظنون لا تقف عند حد مطبقة الغاية تبرر الوسيلة داعيا فضيلته لمن سمع نمام أو أوصلت له وشاية فلا يصدق الوشاية أو من أرسلها وإنما هو ناقل فاسق كما حذر من هذا المسلك و النفرة منه فهو معصية من أكبر المعاصي وكبيرة من اكبر الذنوب، وطالب فضيلته بالتريث والتثبت من أي ناقل للحديث داعيا لعدم الاستعجال والعفو والصفح.