يبدو أن الدول العظمى تتفق على ميدان وطبيعة الحروب المستقبلية، وهي حروب تنتقل ساحاتها من الأرض إلى الفضاء. الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن واقع تصريحات سابقة لكل من روسياوالصين عن مواجهات مسلحة في الفضاء مستقبلا، صرح أن إدارته تعطي هذا الملف اهتماما وتفكر في إنشاء قوة فضائية تنضوي تحت المنظومة العسكرية للجيش الأميركي. وفي تصريحات سابقة كشف الرئيس الأميركي عن أسلحة الفضاء الأميركية من مركبات وصواريخ تفوق سرعة الصوت. واعتبر ترامب أن القوة الفضائية ستكون الفرع السادس للقوات المسلحة الأميركية، من الجيش والبحرية ومشاة البحرية والقوات الجوية وخفر السواحل. غير أن جديد واشنطن بشأن مستجداتها العسكرية لا يقتصر على القوة الفضائية، بل ويتعداها إلى القوات الإلكترونية، إذ أعلن البنتاغون تأسيس قيادة مستقلة للحرب الإلكترونية. وأعلن البيت الأبيض تولي الجنرال بول ناكاسون منصب مدير وكالة الأمن الوطني، المسؤولة عن المراقبة الإلكترونية، على مستوى العالم. الإقرار الأميركي بأهمية هذه القيادة المستقلة، يعود إلى واقع استخدام الحرب الإلكترونية على أكثر من صعيد، سواء من قبل روسيا أو الصين وحتى داعش، الذي سعى دائما إلى نشر أفكاره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لحشد أعداد كبيرة من المناصرين له في العالم. وليس مستبعدا، في ظل هذه المعطيات أن تصبح الأسلحة التي نشاهدها اليوم في ساحات المعارك، مقتنيات ومعروضات في متاحف أثرية. ويتم استبدال الذخيرة والرصاص بمجموعة من الأزرار على الأجهزة الإلكترونية ومركبات الفضاء.