طرح الاعلامي محمد بن صديق عثمان الحربي رؤيته للنهضة السعودية وجولات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لعدد من الدول من بينها جمهورية مصر العربية، واكد أنه ومنذ بزغ فجر الدولة السعودية الثالثة، التي بدأ تأسيسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- والعالم يتابع أخبار الانتصارات التي كان يحققها، ولم يزل الشعر مصاحباً لتلك الانتصارات والفتوحات من خلال قصائد جسدت تلك المَوْقِعَات، التي شكلت حدثاً فريداً يدل على عبقرية فذة، والتفاف مخلص، صاحبه توفيق الله- سبحانه – لنشأة هذا الكيان الذي ولد عملاقاً، وتوحد تحت اسم المملكة العربية السعودية. وكان لابد من الاتصال بالعالم الخارجي للاندماج في هذا العالم، وخلق علاقات أخوية وصداقات، مما تطلب عقد لقاءات سياسية مع زعماء الدول من الملوك والأمراء والرؤساء، ومن تلك الرحلات زيارته – رحمه الله – لمصر أيام حكم الملك (فاروق الأول)، في عام 1946م، والتي جسد الشاعر صالح جودت مشاعر الأخوة المصريين وحفاوتهم بضيفهم الكبير، بقصيدة شعرية عنونها ب( يا رفيع التاج من آل سعود)، لحنها مطرب الملوك والأمراء، موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وبقيت شاهداً على تلك الزيارة التي وطدت الوشائج بين البلدين الكبيرين. لقد جسدت تلك القصيدة، التي استقبل بها الأشقاء المصريون زائرهم العظيم، حفاوتهم بضيف البلاد، والمكانة التي يحظى بها – رحمه الله – في عيون العالم كافة والمصريين بخاصة، وقد جاء مطلع القصيدة ليعبر عن سعادة الشعب المصري بهذه الزيارة، وما يمثله ذاك اليوم من جمال وما يحمله من خيرٍ للبلدين: يا رفيع التاج من آل سعود يومنا أجمل أيام الوجود موكب الخير من البيت العتيد جاء يختال على النيل السعيد فصحت مصر مع الفجر الجميل تنثر الورد على كل سبيل ودارت عجلات التاريخ وأعادة زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى الأذهان تلك المناسبة والقصيدة، وأعادت مصر إلى وسائل إعلامها تلك الأغنية، وحملت زيارة ولي العهد في طياتها من تلك الملامح البعيدة، مادفع إلى تجسيد هذه الزيارة بصوت شعري ينسج على منوال تلك القصيدة الخالدة، لترصد محطات زيارة سموه، التي جاءت ناجحة بكل المقاييس، وما حملته من نتائج لفتت أنظار العالم أجمع وحديثه. وقد تخللت تلك الزيارة من المواقف، وكسر البروتوكول، ما يدل على مكانة محمد بن سلمان، بدءً من استقباله من قِبل رئيس الدولة في مصر، وانتهاءً بعودته الميمونة، التي عبر عنها الشعب من خلال وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، وهو ما جسدته قصيدة الشاعر محمد بن صديق الحربي التي تتبعت تلك الزيارة ورصدت ملامح منها، مدعومة بلقطات رصدتها كاميرا المصورين، وجاء الشعر ليثبت تلك اللحظات بالحرف. وهذه القصيدة المصورة التي تتبادل الشرح بين الصورة والحرف. في الأبيات التي تتشكل منها القصيدة، تصوير لفعل الخلف في إثر السلف، والمكانة التي تحتلها المملكة العربية السعودية منذ القديم وحتى وقتنا الحاضر.