ثلاث مشاهد هزت ضمير الحدث الرياضي في احتفالية البصرة تحت هاشتاك دارك يلخضر ، وكانت تكاد تكون جازمة برفع المعنويات وقرب رفع الحظر عن الملاعب العراقية : أولها حينما حل الوفد الإعلامي السعودي الكبير ضيفا على زملائهم الاعلام العراقي عند نزولهم الى ارض ملعب جذع النخلة وما يعنيه من موقف تاريخي ولحظة لا تنسى ادمعت فيها عيون الطرفين على مشاهد من الاف الجماهير الغفيرة وهي تغني مع ماركة التشجيع مهدواي : ( اهلا بيكم …داركم وبيتكم بالقلب احنا انخليكم ) . وثانيها حينما احتشدت الجماهير البصراوية خاصة على جانبي الطريق في سيرها المليوني نحو الملعب حاملة معها صور ويافطات وتطلق هوسات وشعارات واغنيات جمعية وفردية تحي وتبارك وتشكر فيها وقفة الاخوة العرب وكانها تعلن وتتحسس نهاية عهد ظلامة ملاعب دام حظرها اربعة عقود وان لها ان تعود .ثالث المشاهد وأكثرها رسمية وتعبير عن إرادة مؤسساتية عربية عربية قبل ان تكن رياضية تمثلت بوصول الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الاسيوي الى فندق شيراتون في البصرة وما احيط به من اهتمام اعلامي وجماهيري ورياضي لم يهدا حتى في خضم الحدث الكروي ولمحاته البهيجة. حينما نزل الشيخ سلمان بمعية وزير الشباب والرياضة العراقية ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عادل عزت وبقية الضيوف من البحرين ومصر والأردن واخرين .. وقد اهتزت اركان الملعب تحية واجلال لوقفة وعرس كنا ننتظر تداعياته الايجابية الحتمية .. فان وصول وحضور هذا الكم النوعي لم يات اعتباطي ولم يكن يتحرك باطار ودي فحسب.
أن العراق لن ينسى موقف الشيخ سلمان بن إبراهيم، رئيس الاتحاد الآسيوي، والجهود التي بذلها حتى صدور هذا القرار، وكذلك الدور الرائع للأمير علي بن الحسين، الذي ساند جهود العراق، وكان أول الحاضرين إلى البصرة، كما سوف لن تمحى من ذاكرتنا مواقف بقية إخواننا بالاتحادات العربية والخليجية التي دعمت مساعي العراق ومنها الموقف المشرف للاتحاد السعودي هذه كانت تعابير وتصريحات و ردات فعل الأستاذ عبد الحسين عبطان وزير الشباب والرياضة العراقي في مشاعره الجياشة اتجاه تحقيق نصر رفع الحظر عن الملاعب العراقية. وانتهى بهذه الصورة التدريجية وبوقت لا يمكن الا ان يكون مناسب لانطلاق العجلة نحو الخليج والمحيط العربي والاسيوي والدولي بكل ما تحمله الكرة العراقية من ارث وتاريخ وانجاز ومواهب ان لها ان تصب بمصلحة تطوير الكرة العراقية العضو الفعال في اسيا وما يمكن ان يعنيه بتطوير اليات عمله التي تصب حتما في تطوير الملاعب الاسيوي. وهنا تكمن جوهرية التحرك السلماني اذا جازت التسمية باعتباره رئيس الاتحاد الاسيوي والمعني عمليا بحماية وتطوير الكرة الاسيوية كمنظومة قارية بكل اذرعها واعضاؤها المنطوين تحت عنوان البيت الكروي الاسيوي. هنا ونحن نعيش فرحة الانتصار الكبير في الجانب الرياضي الذي نعتقد ان تبعاته وانعكاساته سوف لن تحصر في الملاعب والميادين الرياضية فحسب بل ستتعداه لجميع مفاصل الدولة ، بل ان مجرد رفع الحظر وقبله وصول المنتخب السعودي تحت هاشتاج ( دارك يلخضر ) وبطولة الصداقة والسلام في البصرة معززة بنشاطات ورحلات ومواقف عدة ومشهودة ، سيما العربية منها بمجملها مثلت خلية نحل اتحدت فيها إرادة و حركة المؤسسات المعنية لتحقيق اهداف جماهيرية كبرى. نأمل أن تعي الحكومة العراقية معانيها ومدياتها وتاثيراتها على المستقبل العراقي والاقليمي الذي سعى لتحقيق منجز سيظل العراقيين يتذكروه بل انهم سيعيشوا – ان شاء الله – تحت كنف افراحه وانعكاساته الإيجابية على كل مفاص الحياة في زمن أصبحت الرياضة فيه بلا جدال هي الحياة .