بينما أبحث في مقاطع " الفيديو " المنتشرة ب " اليوتيوب " ، وجدت لصديقي المبتعث سابقاً مقطعاً يتحدث فيه عن قصة الشخصية الكرتونية الشهيرة " الكابتن ماجد " الشغوفة بلعبة كرة القدم ، فجيل الثمانينات الميلادية غالباً يعرفون تفاصيل هذا المسلسل الكرتوني و الذي عرض لأول مرة على شاشة السعودية الأولى بداية التسعينات الميلادية . فعند سماعي للقصة ، بدأت أبحث أكثر عن قصة " الكابتن ماجد " وأربط ذلك بالواقع الذي من أجله تم صناعة هذه الشخصية . تقول القصة أنه في السبعينيات الميلادية أرادت اليابان نشر لعبة كرة القدم في البلاد ، حيث أنها لم تكن اللعبة المشهورة هناك و لا اللعبة الشعبية الأولى لدى اليابانيين حتى يومنا هذا ، و بالتعاون مع عدة جهات حكومية و تجارية لنشر اللعبة ، قامت شركة يابانية بطرح فكرة شخصية " تسوباسا " المعروفة بالدبلجة العربية " الكابتن ماجد " لتكون قدوة للصغار بحب كرة القدم و الطموح بالفوز ، و الذهاب للاحتراف الخارجي في الدول المتطورة كروياً . فكانت أول نسخة من هذا الفيلم الكرتوني عام 1981م ، ثم توالت الأجزاء الأخرى بعد ذلك في تطور لشخصيته الشابة المشاركة في كأس العالم و المحترفة خارج اليابان ، حتى وصل الأمر إلى خمسة أجزاء لهذا الفيلم الكرتوني إلى الآن ، ثم تطور الأمر إلى أن أصبحت لعبة إلكترونية ، ثم مجلة ورقية للأطفال . فكل هذا الحشد الإعلامي للمساهمة في دعم و نشر قضية واحدة و هي كرة القدم ، و جعل اليابان المصنف رقم واحد في قارة آسيا و المشارك بقوة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم . بعد وضع الخطط اللازمة و مشاركة عدة قطاعات في نشر اللعبة في اليابان و استغلال " إعلام الطفل " بداية ، ماذا حصل من قفزات هائلة للفرق و المنتخبات اليابانية بعد ذلك !. بعد سبع سنوات من طرح الفيلم الكرتوني " الكابتن ماجد " ، كان التأهل لأول مرة لنهائيات كأس آسيا لكرة القدم " للمنتخب الياباني الأول " في عام 1988م . فلم يكتفوا بذلك بل طالبوا باستضافة كأس آسيا لتكون هناك مشاركة شعبية أكبر ، و جلب المنتخبات الوطنية بالقرب منهم ، و تطوير البنية التحتية للملاعب و المرافق الرياضية ، مع المكاسب الاقتصادية و السياحية التي تحققت بسبب الاستضافة ، فكان لهم ذلك عام 1992م ، و الفوز أيضا باستضافة كأس العالم مناصفة مع الجار " كوريا الجنوبية " عام 2002م . فكان التفوق و التطور للكرة اليابانية حتى تحقق الحلم بأن أصبحت اليابان الرقم الأول و الصعب في عالم كرة القدم بالقارة الآسيوية . فقد حققت اليابان كأس آسيا " 4 مرات " كأكثر منتخب آسيوي يحققه أعوام ( 92 ، 2000 ، 2004 ، 2011 ) ، و تأهلت أيضا لكأس العالم ( 6 مرات ) من عام 1998م إلى آخر نسخة 2018م ، ليس هذا فقط بل على مستوى جميع الفئات السنية " ناشئين ، شباب ، أولمبي " ، فالمنتخب الياباني أصبح المنافس الأول والند القوي في هذه اللعبة ، و كذلك الأندية اليابانية ، بعدما كان قبل 25 سنة حلم يراود المسئولين هناك . همست في أذنه و ذكرت : هذا السرد للقصة الكرتونية و ربطها بالواقع الكروي لليابان هو مجرد مثال لا أقل و لا أكثر . فمع التخطيط السليم للانتقال من واقع غير إيجابي إلى وضع ممتاز ، بل يصل الأمر أن تكون رقم واحد في المجال الذي قمت بالتخطيط فيه ، هذا ميزة و فائدة نستفيد منها . لكن نظرتي لزاوية أخرى قد يغفل عنها البعض من خلال ما ذكرت ، و هي الدعم الإعلامي الكبير الذي صاحب حلمهم من البداية إلى النهاية ، و ذلك للمساهمة في إنجاح قضيتهم ، فقد كانت البداية من " إعلام الطفل " حتى وصلوا إلى " إعلام الفتيان " و هكذا . فساهموا أيما مساهمة في إنجاح الحلم الذي كان يراودهم ، و نشر فكرة في جانب من جوانب حياتهم ، فتحقق لهم مرادهم .