نشرت صحيفة "دايجنز نيهيتر" السويدية الواسعة الانتشار في البلاد شهادات لنساء عضوات وزوجات أعضاء الأكاديمية السويدية المسؤولة عن منح جائزة نوبل للآداب، عن تحرش وإيذاء جنسي لهن. وذكرت الصحيفة السويدية أن 18 امرأة أكدن لها أنهن اعتدي عليهن واغتصبن من أحد أكثر الرجال نفوذا في المشهد الثقافي في ستوكهولم، وهو أحد الرموز الفنية المرتبط بصلة وثيقة مع المؤسسة، ما أثار ضجة كبيرة في الأوساط الأدبية في السويد، الذي يعد البلد الأفضل على مستوى العالم في مسألة المساواة بين الجنسين. وقد أبقيت هوية هذا الرجل طي الكتمان تماشيا مع قرينة البراءة التي يعمل بها في الصحافة السويدية، إلا أن وسائل إعلام مختلفة كتبت عن هذا الرجل أنه متزوج من كاتبة "على صلة وثيقة بالأكاديمية السويدية" يدير في العاصمة قاعة للمعارض والعروض الفنية ترتادها النخب الثقافية وتلقى تمويلا جزئيا من الأكاديمية التي تنظم فيها محاضرات للفائزين. وفي هذا السياق، أعربت وزيرة الثقافة السويدية، اليكا باه كوهنكي، عن أسفها لأنها منحته في العام 2015 ميدالية النجم القطبي الملكية التي تمنح لأعضاء العائلة المالكة السويدية أو لشخصيات أجنبية. ووفقا ل "داغنز نيهيتر"، فقد حصلت بعض هذه الاعتداءات المفترضة في هذا الموقع بين سنتي 1997 و2017. وقدمت ضحايا مفترضات شهادات بوجه مكشوف كما أن صدقية أقوالهن دعمتها إفادات من شهود عيان. كما قالت إحدى هؤلاء الضحايا للصحيفة، إنها اغتصبت في شقة داخل أحد الأحياء الراقية في العاصمة السويديةستوكهولم، مؤكدة أن "الجميع يعلم منذ زمن بعيد أن الرجل كان يعتدي على فتيات"، ونظرا لعلاقات هذا الرجل القوية والصلات القريبة مع الناشرين والمنتجين والمخرجين المسرحيين والمؤلفين من الصف الأول، اختارت ضحاياه الصمت لعدم المجازفة بمسيرتهن. من جانبها أصدرت الأكاديمية السويدية المسؤولة عن منح جائزة نوبل للآداب بيانا حول هذه القضية بعد افتضاح الأمر، أعلنت فيه أن الأكاديمية التي تضم 6 نساء بين أعضائها ال18 أنها قطعت أي صلة مع الرجل المذكور الذي كانت تدفع له مساهمات مالية كما أوكلته إدارة شقة في الدائرة السادسة في باريس. وأضاف البيان أنه "تبين أن أعضاء في الأكاديمية وبنات أو زوجات لأكاديميين أو لموظفين في مستشارية الأكاديمية عشن تجارب حميمة غير مرغوب بها أو مورست بحقهن سلوكيات غير ملائمة"، مؤكدا أن الأكاديمية ستجري تحقيقا داخليا لمعرفة ما إن كان هذا الرجل قد اضطلع "بأي تأثير مباشر أو غير مباشر على منح الجوائز أو المنح أو التمويل من أي نوع آخر أم إذا ما كان له دور من أي نوع كان في أعمالها". ورفض الرجل المعني بهذه الاتهامات طلب وكالة "فرانس برس" المتكرر اللقاء به، وأكد لصحيفة "داغنز نيهيتر" براءته من التهم الموجهة إليه.