أكدت الحكومة المالطية على لسان رئيس الوزراء جوزيف موسكات مصرع صحافية تحقيقات مالطية شهيرة في تفجير سيارتها، أمام بيتها، في منطقة طريق البدنيجة، قرب العاصمة المالطية لافاليتا. وماتت المدونة والكاتبة الصحافية دافني كاروانا غاليتزيا، فور انفجار عبوة ناسفة شديدة في سيارتها، عندما كانت تستعد لامتطائها مع زوجها وإبنها. وتُعتبر غاليتزيا من أشهر الصحافيين في الجزيرة الصغيرة، بسبب القضايا الكبرى التي كشفتها، أو حققت فيها، خاصة تلك المرتبطة بعالم السياسة والأعمال، وزادات شهرتها بعد كشفها تفاصيل الفساد في بلادها، بعد نشر الجزء المالطي في القضية الكبرى المعروفة باسم أوراق بنما، عن تهريب أموال، وتحيل، وتهرب ضريبي، طال شخصيات بارزة في جزيرتها، ما حتم إجراء انتخابات برلمانية سابقة لأوانها الصيف الماضي، بعد اتهام أعضاء بارزين في الحكومة، وفي مقدمتهم رئيسها جوزيف موسكات شخصياً، بالفساد. ونقلت تقارير مالطية، أن الكاتبة أبلغت الشرطة قبل أسبوعين من مقتلها، بخشيتها على حياتها، بعد تعرضها لتهديدات جدية بالتصفية. وفي بيان رسمي أدان موسكات الهجوم، وتعهد بالتوصل إلى الجناة، ومحاكمتهم، وقال موسكات يعرف الجميع، أن كاروانا غاليتزيا كانت ناقدة قاسية لي أنا على الصعيدين السياسي والشخصي، لكن لا أحد يمكنه تبرير هذا العمل الهمجي بأي شكل من الأشكال. وكانت غاليتزيا وراء أزمة سياسية كبرى هزت مالطا بعد نشرها جزءاً من الوثائق البنمية الشهيرة، واتهمت فيها رئيس الوزراء بالتهرب الضريبي، وزوجته بإقامة علاقات مالية مع جهات دولية نافذة، في عدد من الدول، مثل أذربيجان، بطريقة مخالفة للقانون. وإلى جانب أوراق بنما، اشتهرت الصحافية الراحلة بكشف عشرات القضايا الكبرى الأخرى، مثل تورط بعض كبار رؤساء البنوك في الفساد، وكشف علاقات بعض الجهات النافذة في البلاد، ببيع جوازات سفر وإقامات لشخصيات مشبوهة، وتجارة المخدرات، والإثراء غير المشروع، وغيرها من الملفات التي شغلت الرأي العام المالطي. وكانت قضية "بيلاتوس بنك" من آخر القضايا الكبرى التي كشفتها الصحافية الراحلة، بعد نشرها وثائق ومقاطع فيديو، تُثبت تورط إدارة البنك بقيادة رجل الأعمال الإيراني المُثير للجدل في أوروبا سيد علي صدر هاشمي نجاد، في تمويل عمليات مشبوهة لفائدة شبكة دولية كبرى وإدارتها.