استهل إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي خطبته قائلاً: الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بعثه الله في الأميين، يتلوا عليهم آياته ويزكيهم، ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه. وذكر الشيخ المعيقلي في تبيان مكانة العلم والعلماء: لقد رفع الله تعالى مكانة العلم وأهله، وعظم منزلتهم، وأعلى شأنهم، فقال عز من قائل: ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ))، وبين سبحانه أن العالم والجاهل لا يستوون: (( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ)). وأضاف فضيلته: كان العرب قبلَ الإسلام، أمة غائبة، ليس لها شأن ولا سياده، ولا هدف ولا غاية، يعيشون في دياجيرِ الجهالةِ والظلماتِ، وتسودُهم الخرافةُ والوثنيات، وتمزق جمعهم العصبيات والعنصريات، حتى بعَثَ اللهُ تبارك وتعالى برحمتِه وفضلِه، ومنته وكرمه، نبيه ومجتباه، محمَّداً صلى الله عليه وسلم، فأخرج به الناسَ من الظُّلُماتِ إلى النورِ. وبيَّن إمام وخطيب المسجد الحرام أن من أهمِّ ركائزِ بناءِ الأممِ، التربية والتعليمَ، فالعلم بلا تربية وتزكية، وبال على صاحبه في الدنيا والآخرة، ولنعلم معاشر المربين أن للقدوة آثار جليلة في نفوس المتعلمين، وكلما كان المعلم قدوة حسنة في الخير، كان أعظم أثراً في تلاميذه، فالمعلم حين يتأسى بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، يكون أجره مضاعفاً بقدر ما يتأسى به تلاميذه وفي صحيح مسلم: (( مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ )). وأوصى إمام وخطيب المسجد الحرام المعلم قائلاً: مهما كان اختصاصك، في العلوم الشرعية أو التجريبية، فأنت تقوم مقام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في هداية الخلق إلى الحق، فمهنتك من أشرف المهن، وأجرها من أعظم الأجور، فلك مثل أجور من علمته دون أن ينقص من أجورهم شيئا، فهنيئا لك بهذا الأجر العظيم، وهنيئا لك بذكر الله لك، وثناءه جل جلاله عليك في الملاء الأعلى، فكل علم نافع للبشرية، فصاحبه من معلمي الناس الخير، وهو مما حث الإسلام على تعلمه والعمل به. واختتم الشيخ المعيقلي خطبته بقوله: اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ والمُسْلِمِيْنَ ، وأذل الشرك والمشركين، وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّيْنِ وَاجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنَاً مُطْمَئِنَّاً رَخَاءً سَخًاءً وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمِيْنَ، اللهُمَّ أَصلِحْ أحوالَ إخوانِنِا المسلمينَ في كلِّ مكانٍ يا ذَا الجَلالِ والإكرامِ، اللهُمَّ وَفِّقْ خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَاجْزِهِ عَنِ الإِسلامِ والمسلمينَ خَيرَ الجَزَاءِ.