تذمر العديد من أولياء الأمور من إيقاف برنامج القسائم التعليمية والذي تقدمه الوزارة كمنحة تعليمية لفئات مخصصة للدراسة في التعليم الأهلي على نفقة الوزارة، مما حدى بهم بتسجيل أبنائهم بمبالغ طائلة تجاوزت ال 30 ألف للعام الدراسي الواحد . وتُعد القسائم التعليمية هي إحدى البصمات التي قدمتها حكومتنا الرشيدة لشراء الخدمة التعليمية لذوي الإحتياجات الخاصة والأطفال المستفيدين من الضمان الإجتماعي، بميزانية فاقت 5 مليارات ريال، حيث بدأت هذه الخدمة بعام 2016 بعد أن عقدت وزارة التعليم شراكة مع شركة تطوير لتفعيل القسائم والإستفادة منها لمستحقيها لتنطلق العام الماضي لثلاث فئات هي رياض أطفال لمستفيدي الضمان الإجتماعي – ورياض أطفال تربية خاصة – ومراحل التعليم تربية خاصة، وذلك للأطفال الذين تم تشخيصهم باضطراب التوحد وتعدد العوق والصم والمكفوفين وغيرها . العديد من أولياء أمور الطلاب تواصلوا مع "الوئام" معبرين عن تذمرهم وحزنهم الشديد لهذه الخطوة والتي أطلقو عليها بالإرتجالية والغير مدركة لمعاناة هذه الفئة في إيجاد مقاعد بالتعليم العام عوضاً عن النقص الشديد في معلمي ومعلمات التربية الخاصة ، إضافة لرفض عدد من المدارس لأبنائهم بحجة أنهم غير قابلي التعلم على الرغم من مجانية التعليم والتزام الدولة بتوفيره لجميع الفئات حسب المادة الثلاثون من نظام الحكم .
فيقول طارق العنزي وهو أب لطفل توحدي : انتقلت لمدينة الرياض بحثاً عن مدارس تستوعب ابني الذي تجاوز العمر المستحق للتعليم، وبأنه وبعد أنّ قام بتغيير مسكنه تفاجأ بإيقاف القسائم التعليمية على الرغم من أنّه عند إطلاقها لم تذكر الوزارة أيّ فترة محددة لها . وذكر أنّه وبمراجعة شركة تطوير والتي تعاقدت معها الوزارة أفادت بأنه تم إشعار الوزارة أكثر من مرة بقرب إنتهاء العقد المبرم بينهم فيما يخص القسائم لمراحل التعليم إلا أنّ الوزارة لم ترد عليهم بالإستمرار أو التوقف، لنتفاجأ بأن المدارس الأهلية تطالبنا برسوم تتجاوز الثلاثين ألف ريال بسبب إيقاف القسائم دون أيّ توضيح من الوزارة . ويقول منصور ناصر أنا والد لطفل مشخص بطيف توحد وقد كنا ضمن برنامج إبتعاث بالاردن، وكان طفلي مدموج والحمدلله لمدة سنتين مضت وأول ماسمعنا عن نظام القسائم التعليمية تركت بعثة ابني بالأردن ورجعنا للرياض على أساس أن يستفيد من القسائم التعليمية، وتفاجأت بإلغائها ورسوم المدرسة مرتفعة جداً تقارب الثلاثين ألف ريال، ولا ننسى تكاليف جلسات الفردية من تخاطب ووظيفي . فيما يقول عبدالله سليم العطوي بأنّه متسبب وزوجتي ربة منزل ولديه عجز مؤقت ولا يستطيع دفع رسوم الدراسة في التربيه الخاصة، وغير طفلي التوحد رزقت بتوأم وتفاجأت بإلغاء القسائم، فأولادنا التوحديين بحاجة لتعليم وتدريب وتعديل سلوك مكثف وتخاطب وأيّ إهمال سيأثر بتطور الحالة وانتكاسها . مضيفاً : بأنّ وضع أطفالنا صعب والتدخل المبكر علاج لمن مثلهم والتأخير ليس من صالح الأطفال، فأطفالنا التوحديين في ذمة كل مسؤول ومن له سلطة . ويقول ناصر الصيعري : يجب على وزارة التعليم أنّ توفر التعليم لهذه الفئة بأي طريقة كانت، فالمدارس والمراكز الاهلية المتخصصه تتقاضى مبالغ رسوم دراسية عالية جداً تثقل كاهل الأسر فانا واحد منهم، وأحد منسوبي وزارة الدفاع وراتبي لا يغطي نفقات تلك المراكز الاهلية والتي تتجاوز الثلاثين ألف ريال في السنة، فإيقاف القسائم تسبب لي بمعضلة مالية . الجدير بالذكر أن وزارة التعليم كانت قد عقدت عدداً من ورش العمل لمالكي المدارس الخاصة لتشجيعهم على إفتتاح فصول تربية خاصة في جميع مناطق المملكة لإستيعاب الأعداد الموجودة عوضاً عن توفر الميزانية من المرصودة من حكومة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – لهذه الفئة ، ليتفاجأ الأهالي بإعلان شركة تطوير الأسبوع الماضي عن إيقاف القسائم الخاصة بمراحل التعليم وإقتصارها على رياض الأطفال فقط والذين لم يتجاوزوا ال 5 سنوات .