يستغيث آلاف من الروهينجا المسلمين في شمال غرب ميانمار، الذي يعصف به العنف، بالسلطات للسماح لهم بمرور آمن من قريتين نائيتين انفصلتا عن العالم الخارجي بسبب البوذيين المعادين ونقص الغذاء. وقال ماونج ماونج وهو مسؤول من الروهينجا في قرية (آه نوك بين) لرويترز عبر الهاتف "نشعر بالرعب. سنموت من الجوع قريبا وهم يهددون بحرق منازلنا". وقال شخص آخر من الروهينجا اتصلت به رويترز وطلب عدم نشر اسمه إن بوذيين من ولاية راخين قدموا إلى نفس القرية وصاحوا قائلين "غادروا وإلا سنقتلكم جميعا". وتقع قرية (آه نوك بين) في شبه جزيرة تحفها الأشجار المدارية في راثيدونج وهي واحدة من ثلاث مناطق رئيسية في ولاية راخين. وحتى ثلاثة أسابيع ماضية كانت توجد 21 قرية مسلمة في راثيدونج علاوة على ثلاثة مخيمات للمسلمين الذين شردتهم أعمال عنف ديني سابقة. لكن السكان تركوا 16 قرية وجميع المخيمات وأحرقت بعضها مما دفع ما يقدر بنحو 28 ألف شخص للفرار. ويقول مراقبون لحقوق الإنسان إن القرى الخمس المتبقية في راثيدونج وسكانها البالغ عددهم نحو ثمانية آلاف شخص يحاصرها بوذيون من راخين ومعرضة للخطر بشكل كبير. والموقف سيئ على نحو خاص في (آه نوك بين) وقرية (ناوج بين جي) لأن أي طريق للهرب إلى بنجلادش طويل ومرهق ومغلق في بعض الأحيان من قبل سكان معادين من راخين. وقال ماونج ماونج المسؤول المنتمي للروهينجا إن القرويين يقبلون الرحيل مكرهين لكن السلطات لم ترد على طلباتهم بشأن توفير الأمن. وأضاف أن القرويين يسمعون خلال الليل إطلاق نار من بعيد. لكن تين أونج وهو مسؤول من راثيدونج قال"من الأفضل لهم أن يذهبوا إلى مكان آخر". وفي أواخر يوليو تموز، حاصر سكان من الراخين من قرية كبيرة مختلطة في شمال راثيدونج مئات من الروهينجا داخل أحيائهم ومنعوهم من الوصول للأغذية والمياه. وقال ماونج ماونج واثنان آخران من الروهينجا إن مسؤولي راخين سلموا للروهينجا تحذيرا بدلا من مناقشة شكاواهم. وأضاف أحد السكان الروهينجا طلب عدم ذكر اسمه "قالوا إنهم لا يريدون أي مسلمين في المنطقة وإن علينا الرحيل على الفور". وأكد ماونج ماونج أن الروهينجا وافقوا لكن فقط إن وفرت السلطات الأمن لهم. وعرض ماونج ماونج على رويترز خطابا أرسله شيوخ القرية لسلطات راثيدونج في السابع من سبتمبر أيلول يطلبون فيه نقلهم "لمكان آخر". وقال إنهم لم يتلقوا ردا بعد. وقال قرويون إن الروهينجا بلغ بهم الخوف منذ ذلك الحين حد عدم مغادرتهم القرية واعتمدوا بالأساس على مساعدات تصل شهريا من برنامج الأغذية العالمي. وأوقفت أعمال العنف التي وقعت في الآونة الأخيرة تلك المساعدات. وسحب برنامج الأغذية العالمي أغلب موظفيه وأوقف عملياته في المنطقة منذ 25 أغسطس آب. ويقول سكان في قريتي المنطقة اللتين يقطنهما الروهينجا إنهم لا يمكنهم المجازفة بالخروج للصيد أو شراء الطعام من تجار راخين وإن إمدادات الغذاء والدواء لديهم آخذة في النفاد.