تغغو الآثار بين حنايا الجبال في العلا والبيوت الطينية، وتشمخ كحجار قلعتها التي تعود للقرن السادس قبل الميلاد، وتحافظ على ارث تاريخي عظيم. وبرز اسم "العلا" في الاوامر الملكية التي صدرت اليوم،والذي كان من بينها إنشاء هيئة ملكية لمحافظة العلا، نظراً إلى أهمية تطوير محافظة العلا على نحو يتناسب مع قيمتها التاريخية ، وما تشتمل عليه من مواقع أثرية ، بما يحقق المصلحة الاقتصادية والثقافية المتوخاة، والأهداف التي قامت عليها رؤية المملكة ( 2030) ، ويبرز ما حبى الله به هذه البلاد من تراث إنساني . وأكثر مايميز العلا، مدائن صالح التي تقع على بعد 22 كم،وهي من الأماكن الأثرية التي يمكن أن يطلق عليها المتحف المفتوح حيث يبلغ مساحة المنطقة الأثرية 13.39 كم وتضم هذه المساحة آثار قائمة وأخرى تنتظر الكشف عنها، وتتمثل الآثار القديمة في أماكن العبادة والنقوش الصخرية التي تركها الأقوام المتعاقبة وهي آثار ثمودية ولحيانية ونبطية، ويبلغ عدد المدافن بمدائن صالح 131 مدفناً وتقع جميعها في الفترة من العام الأول قبل الميلاد إلى العام 75 ميلادية، وهي تحمل ملامح فنية رائعة وغاية في الجمال، وأهميتها تكمن على مستوى العالم اجمع. وفيها العديد من القصور ومنها، قصر الفريد وهو الاسم المحلي عند أهل المنطقة وسمي بهذا الاسم لانفراده بكتلة صخرية ضخمة مستقلة وكذلك لانفراده بواجهة كبيرة ومميزة. وقصر البنت ويقع في منطقة الخريمات ويشمل هذا الموقع إضافة لقصر البنت مجموعة من المدافن. وقصر العجوز ويحتل كتلة صخرية مستقلة وسط الرمال ذو واجهة شمالية تشبة واجهة الديوان. واضافة للبلدة القديمة وقلعة موسى، للعلا آثار إسلامية قديمة تبدأ من السنة السابعة للهجرة حيث مر بها الرسول وصلى بها وأقام موسى بن نصير قلعته في أعلى جبل وسط العلا، وكذلك أثار سكة حديد حجاج الشام ومن تلك الآثار الإسلامية، محطة سكة حديد الحجاز وهي عدة محطات على خط سكة حديد الحجاز التي تربطها ببلاد الشام مروراً بمدينة تبوك ويذكر انه بدأ العمل بسكة الحديد تلك في تشرين الأول لعام 1899 م وقلعة الحجر الإسلامية ورد ذكرها في رواية المقدسي وهي عثمانية بناها العثمانيون عام1375 ه 985 م كاستراحة لحجاج بيت الله الحرام. ويقول مؤرخون ان قلعة موسى تعود للقائد الإسلامي أثناء عودته من الأندلس حيث توفي ودفن في العلا. وفضلا عن قلعتها الحصينة وأبوابها الأربعة عشر، يوجد بها مسجدا صلى فيه الرسول عليه الصلاة والسلام وهو في طريقه إلى غزوة تبوك في السنة التاسعة من الهجرة، وحدد قبلته بالعظام فسمي بمسجد العظام. وتوثق طريقة البناء في العلا حكاية الإنسان وعلاقته بالمكان منذ أن اتخذ من الجبال بيوتا، وحتى استخدامه الطين مقاوما للظروف المناخية في البناء، مرورا بابتكاره أساليب ذكية في الزراعة والري، حيث ضمت أكثر من ثمانين عينا أهمها عين تدعل التي ذكرت في كتب ما قبل التاريخ. وبحسب الامر الملكي، يكون للهيئة مجلس إدارة، ويعين رئيسه وأعضاؤه ومحافظ الهيئة بأمر من رئيس مجلس الوزراء، برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وعضوية كل من: الأمير بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود (محافظًا للهيئة). الأستاذ سعود بن عبدالله القحطاني الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ المهندس إبراهيم بن محمد السلطان الدكتور فهد بن عبدالله تونسي الدكتور سعد بن عبدالله الصويان الدكتور عيد بن حمد اليحيى. ومن المتوقع أن تمثل العلا وجهة سياحية عالمية، وأن تكون مرآة التاريخ القديم للسياح، وتعرفهم على خفايا العصور القديمة وتخبرهم حجارها بما مر عليها منذ آلاف سنين.