ما أجمل حسن الخاتمة التي يتمناها كل شخص يعيش على هذه الحياة والتي يدعوا بها الله عز وجل في كل أوقاته أن يحسن خاتمته ومصداقاً للحديث النبوي الشريف ( إنما الأعمال بالخواتيم ) . فهذه الخاتمة الحسنة قد حظي بها المواطن ماجد بن محمد بن قاسم وفي ليلة السابع والعشرون من شهر رمضان المبارك وأثناء وقوفه بين يدي ربه وهو قائماً يصلي صلاة التهجد بجامع الفرقان بجدة إذ أتاه ملك الموت وقبض روحه ليسقط بعد أن كان واقفاً يصلي مغشياً عليه وقد اشتاقت روحه للقاء ربه . وتفصيلاً : حيث تحدثت صحيفة "الوئام" مع ابنه الأكبر " محمد " والذي حكى لهم تفاصيل هذه الحادثة قائلاً : أنه بعد صلاة المغرب وبعد تناول وجبة الإفطار خرج والده من منزلهم الواقع بحي " العزيزية " بجدة مستقلاً سيارته لذهاب لجامع الفرقان بحي النسيم وذلك للإعتكاف تلك الليلة الفضيلة ولكي يؤدي صلاة العشاء والتراويح والتهجد خلف الشيخ محمد الغزالي . وذكر " محمد " أنّ والده وبعد أدائه لصلاة التراويح مكثّ في المسجد يقرأ القرآن ويدعوا ربه بإنتطار صلاة التهجد ليقومها مع الإمام (حسب كلام الناس المتواجدين معه في المسجد) وبعد قيامه للصلاة خلف الإمام وتحديداً في الركعة السادسة سقط على الأرض بعد أن وضع يده على فمه إشارةً لضيق التنفس الذي تعرض له أثناء صلاته الأمر الذي استدعى بعض المصلين لقطع صلاته ومحاولتهم إنقاذه ومن بين هؤلاء المصلين أطباء كانوا متواجدين في المسجد ليؤكدوا فيما بينهم أنه قد فارق الحياة . وواصل " محمد " حديثه لصحيفة "الوئام" قائلاً : اتصلت بي والدتي وأنا في مقر عملي الساعه السادسه صباحاً حيث أخبرتني بأن والده لم يحضر للبيت حتى هذه اللحظة منذ خروجه من بعد صلاة المغرب وأنه ليس من عادته أن يمكث هذا الوقت خارج المنزل الأمر الذي دفعني أن أبحث عنه فذهبت إلى جامع الفرقان ووجدته مغلقاً وأثناء عملية البحث شاهدت سيارة والدي قريبه من الجامع فقلت لعله نائم داخل المسجد فأخذت بطرق الباب والنوافذ ولكن لا أحد يجيب ومكثت أمام المسجد حتى وقت صلاة الظهر وعندما أذن المؤدن بحثت عن والدي ولم أجده وتوجهت فوراً للمؤذن وسألته عن ما اذا حدث اي شيء البارحه في المسجد ليخبرني أن أحد المصلين قد فارق الحياة وقد قام بإحضار بعض الأشياء التي تخصه وإذا بها بنظارة وقلم والده الأمر الذي فاجئه وأدخله في موجه من البكاء . وقال "محمد " بأنه بحث عن والده في المستشفيات المجاوره للجامع دون أن يخبر والدته حتى لا يصيبها مكروه لا سمح الله وأخيراً عثرت على جثته في مستشفى " الجامعة " حيث كانت الساعة الثانية ظهراً وعلى الفور أخبر أقاربه والذين حضروا للمستشفى ومن ثم قاموا بتغسيله والصلاة عليه صلاة العشاء ودفنه بمقبرة الفيصيلية . واختتم حديثه بأن والده – رحمه الله – كان يبلغ من العمر خمسين عاماً ولم يكن يعاني من اي امراض وأن لديه ستة من الأبناء كما ذكر محمد أن والده كان يعمل بشركة stc وأنّ ذلك اليوم الذي توفاه الله فيه كان آخر يوم له في العمل لأنه أحيل للتقاعد ولكن الحمد لله على قضاءه وقدره وأكد أنهم يهنئون أنفسهم بأن رب العالمين كتب لوالدهم هذه الخاتمة الحسنة ويعزون أنفسهم بفقدانه سائلاً الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته .