أوضحت وزارة التجارة والاستثمار أن حجم التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية في العام 2016م بلغ نحو 142 مليار ريال، تمثل قيمة الصادرات السعودية إلى أمريكا 65.6 مليار ريال، وتمثل الواردات من أمريكا 75.8 مليار ريال، ويميل الميزان التجاري لصالح أمريكا بمقدار 10.1 مليار ريال. وتحتل أمريكا المرتبة الثانية بين أكبر عشر دول مستوردة من المملكة، والمرتبة الأولى بين أكبر عشر دول مصدرة إلى المملكة خلال عام 2016م. وتصدرت زيوت النفط الخام ومنتجاتها وأسمدة (يوريا) قائمة أهم السلع السعودية المصدرة إلى أمريكا، إلى جانب خلائط الألومنيوم الخام وإيثيلين جلايكون (ايثان ديول)، فيما جاء في قائمة السلع المستوردة من أمريكا قطع غيار ومحركات الطائرات، والسيارات بمختلف أنواعها. وبلغ عدد المشاريع السعودية الأمريكية والمختلطة العاملة في المملكة أكثر من (588) شركة، منها (123) شركة صناعية، و (436) شركة خدمية (غير صناعية). واستحوذت الصناعات التحويلية، التشييد، الخدمات الإدارية وخدمات الدعم، والمعلومات والاتصالات على النصيب الأكبر من الأنشطة الاستثمارية الأمريكية في المملكة بواقع 373 مشروعاً تشكل 63% من نسبة المشاريع. وبلغ عدد فروع الشركات الأمريكية العاملة في المملكة 175 شركة ، فيما بلغ عدد الشركات المختلطة ما بين شركاء سعوديين وأمريكيين 436 شركة . وفي إطار الشراكات والتعاون التجاري بين البلدين، وقعت المملكة في أواخر مايو 2016 مذكرة تفاهم مع شركة GE الأمريكية لاستثمارات مشتركة بقيمة ثلاثة مليارات دولار في قطاعات استراتيجية وفق رؤية المملكة 2030. وفي مجال الطيران تم الاتفاق في أواخر فبراير 2016م على تأسيس شركة سعودية بالشراكة بين شركة تقنية للطيران وشركة سايكروسكي الأمريكية لغرض تطوير وتصنيع وإنتاج الطائرة العمودية متعددة الأغراض نوع بلاك هوك في المملكة. كما شهد أيضاً تأسيس شركة سعودية بين شركة تقنية الفضائية وشركة ديجيتال قلوب الأمريكية لتصنيع وتسويق مجموعة من الأقمار الصناعية الصغيرة المخصصة للاستطلاع بالتصوير الفضائي. إلى جانب تأسيس شركة سعودية بين شركة تقنية للطاقة وشركة سورا الأمريكية لغرض تصنيع وتسويق مصابيح الإنارة المعتمدة على الصمام الثنائي الباعث للضوء (المعروف ب أل أي دي). وأبرمت شركة "أتقن" السعودية اتفاقية شراكة مع "Do it Best" الأمريكية عملاق متاجر التجزئة المنزلية والعدد والأدوات ومستلزماتها. كما تضمنت الشراكات الاستراتيجية السعودية الأمريكية تأسيس شركة صدارة للكيميائيات، وهي شراكة بين شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية)، وشركة داو كيميكال (داو) الأمريكية برأس مال 20 مليار دولار، بالإضافة إلى بدء شركة Guardian الأمريكية بتصنيع وإنتاج الزجاج بالمملكة. فيما تشكل العلاقات التجارية بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية ركناً أساسياً في العلاقات بين الدولتين بشكل عام، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال ال10 سنوات الماضية أكثر من 2 تريليون ريال، مما يعطي صورة واضحة عن متانة العلاقات التجارية التي تجمع البلدين. وتعود جذور هذه العلاقات إلى اكتشاف الشركة الأمريكية (Standard Oil Company of California) النفط في المملكة عام 1933م. وقد أرسى مؤسس المملكة المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود أسس العلاقات السعودية – الأمريكية من خلال اللقاء التاريخي له بالرئيس الأمريكي فرانكلن دي روزفلت عام 1945 م، ومنذ ذلك الحين تطورت هذه العلاقات، ولعبت دوراً رئيسياً في تأمين البيئة الملائمة لازدهار التجارة والأعمال والمشاريع المشتركة بينهما، كما كان للزيارات المتواصلة لقيادات البلدين الاثر الكبير في دفع العلاقات بينهما الى آفاق أرحب. وجاءت الزيارة الأخيرة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية في 20/11/1436ه الموافق 4 سبتمبر 2015 م، وإعلان البلدين عن اتفاقية الشراكة الإستراتيجية للقرن (21)، وإنشاء مكتب التعاون الاستراتيجي الدائم بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين. ومن ثم جاءت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية 8 رمضان، 1437 ه الموافق 13 يونيو2016، تأكيداً على عمق العلاقات الإستراتيجية بين البلدين وخصوصاً فيما يتعلق بتعزيز العلاقات التجارية ، والترويج للفرص الاستثمارية المتوفرة في المملكة ، تماشياً مع رؤية المملكة 2030 والهادفة في أحد أهم بنودها لرفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة من إجمالي الناتج المحلي من 3.8٪ إلى المعدل العالمي 5.7٪. مجلس التجارة والاستثمار السعودي الأمريكي حرصت المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية على تنمية التجارة والاستثمار لخدمة مصالح البلدين في مجالي التجارة والاستثمار، وأبرمت في عام 2003م اتفاقية إنشاء مجلس سعودي أمريكي للتجارة والاستثمار (TIFA) يتكون من ممثلين عن الجانبين، ويترأس الجانب السعودي فيه وزارة التجارة والاستثمار، ويرأس الجانب الأمريكي مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدةالأمريكية (USTR) وبمشاركة مسؤولين في وحدات حكومية أخرى، ويعد المجلس مظلة لخدمة رجال الأعمال من التجار والمستثمرين، ويعمل على إزالة كافة العوائق التي تعترض انسياب التجارة والاستثمار بين البلدين. وعقد المجلس منذ تأسيسه خمس دورات كان أخرها في يناير 2017 بالعاصمة الرياض، وصدر عنه عدة توصيات بشأن التجارة والمواصفات والمقاييس والجودة، الجمارك، الهيئة العامة للاستثمار، الغذاء والدواء، حماية المستهلك، قضايا الملكية الفكرية، والصندوق السعودي للتنمية. منتدى فرص الأعمال السعودي الأمريكي يشكل منتدى فرص الأعمال السعودي الأمريكي الذي يرأسه وزيرا التجارة في البلدين، أهمية كبيرة في الارتقاء بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين لترقى إلى متطلبات القرن (21) في مختلف المجالات، ويحظى المنتدى بمشاركة عدد من صناع القرار وكبار المسؤولين الحكوميين، وعدد من رجال وسيدات الأعمال والتجارة من كلا البلدين الصديقين. وأقيمت أولى دورات المنتدى في مدينة شيكاغو ومدن أمريكية أخرى، وقد عقد حتى الآن أربع دورات للمنتدى كان أخرها في العاصمة الرياض في شهر مارس 2016م. مجلس الأعمال السعودي الأمريكي تم إنشاء مجلس الأعمال السعودي الأمريكي عام 1993م كمؤسسة ذات صفة قانونية في الولاياتالمتحدةالأمريكية وتم اختيار المهندس عبدالله جمعة، رئيس شركة أرامكو سابقاً، رئيساً للجانب السعودي في المجلس. ويهدف المجلس إلى تنشيط العلاقات الثنائية الاقتصادية التجارية والاستثمارية بين شركات القطاع الخاص في البلدين، إضافة الى مساهمته في تنظيم منتديات فرص الأعمال بين البلدين. تنمية العلاقات السعودية الأمريكية صدرت العديد من الأوامر السامية بخصوص تبادل الزيارات على مستوى الوزراء بين المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك بصفة سنوية، وذلك لتبادل الأفكار والرؤى لتطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية التي تخدم مصالح البلدين الصديقين، كما يتم كل عام التنسيق للعديد من الوفود التجارية في مختلف التخصصات لزيارة المملكة، وزيارة الجهات والقطاعات المعنية، وذلك بالتنسيق مع مجلس الغرف السعودية ومجلس الأعمال السعودي الأمريكي، بالإضافة الى التنسيق لعدد من الوفود السعودية لزيارة الولاياتالمتحدةالأمريكية.