بعد أكبر استفتاء تاريخي في تركيا صوت المواطنون الأتراك بنسبة تقترب من 60% بنعم للتعديلات الدستورية التي ستمنح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صلاحيات واسعة جديدة ويمهد لأكبر تغيير في النظام السياسي لتركيا في تاريخها الحديث حيث صوت الأتراك على تعديلات دستورية تغيّر نظام الحكم في البلاد، لتنتقل من نظام برلماني إلى نظام رئاسي. وكان الشعب التركي قبل نتيجة الاستفتاء منقسم ما بين مؤيد ومعارض بنعم للتعديلات الدستورية التي ستمنح الرئيس أردوغان صلاحيات واسعة جديدة حيث يرى المؤيدون أن هذه التعديلات ضرورية ويرون أنها خطوة مهمة لإصلاح الدستور الحالي، الذي أعده جنرالات في أعقاب انقلاب عسكري وقع عام 1980، لمواجهة تحديات أمنية وسياسية تواجهها تركيا وتفادي الحكومات الائتلافية الهشة التي شهدتها البلاد في الماضي. أما المعارضون للتعديلات الدستورية يرون أنها خطوة نحو زيادة الاستبداد حيث كانت الأصوات المعارضة للتعديل، تتصدر في أكبر ثلاث مدن بتركيا وهي إسطنبول وأنقرة وإزمير، إضافة إلى جنوب شرقي البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية. جدير بالذكر أن العلاقات بين تركيا وأوروبا تدهورت إلى مستوى متدن خلال حملة الاستفتاء عندما حظرت دول بالاتحاد الأوروبي ومن بينها ألمانيا وهولندا وزراء أتراكا من تنظيم تجمعات لتأييد هذه التعديلات ووصف أردوغان هذه التحركات بأنها "أفعال نازية" وقال إن تركيا قد تعيد النظر في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بعد سنوات كثيرة من سعيها للانضمام إليه ولكن بعد الموافقة على الاستفتاء ستشهد العلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي تغييرا واسعا حيث قلصت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي تدفق المهاجرين ولاسيما اللاجئين من الحرب في كل من سوريا والعراق إلى الاتحاد الأوروبي ولكن أردوغان يقول إنه قد يراجع هذا الاتفاق بعد الاستفتاء. يشار إلى أن مراكز الاقتراع كانت فتحت أبوابها صباح اليوم في شرق البلاد وأغلقت عند الساعة الخامسة مساء وأدلى الناخبون الأتراك في الخارج بأصواتهم بالفعل حيث يبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في 167140 مركز اقتراع في كل أنحاء تركيا نحو 55 مليون شخص.