أعلن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة العليا لتطوير محافظة الطائف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بدء تنفيذ مشاريع الطائف الجديد، والتي تشمل مطار الطائف الدولي، وتطوير سوق عكاظ، وواحة التقنية، والإسكان، والمدينة الصناعية، كما دشن سموه عددًا من المشروعات التنموية في المحافظة. وقال الأمير خالد الفيصل لدى ترؤسه اجتماع اللجنة في محافظة الطائف، أمس الأربعاء، والذي حضره رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأمير تركي بن سعود، ووزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبداللطيف آل الشيخ، ووزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي، ووزير الإسكان ماجد الحقيل، ومساعد وزير المالية محمد المزيد: "أتقدم بالشكر والتقدير لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – والذي يولي مشاريع مناطق المملكة عامة ومنطقة مكةالمكرمة على وجه الخصوص اهتمامًا كبيرًا، إلى جانب توجيهه – أيده الله – بما يسرّع عجلة التنمية"، مضيفًا: إن خير مثال على عناية الملك سلمان بن عبدالعزيز بالتنمية، الرؤية التنموية التي أطلقها لتنعم المملكة – بإذن الله – بمستقبل زاهر على صعيدي الإنسان والمكان، لافتًا إلى أن المملكة تشهد – ولله الحمد – تنمية في جميع المجالات، وهذا مصدر فخر واعتزاز لكل مواطن سعودي. وأكد أمير منطقة مكةالمكرمة أن المشروعات التي تم استعراضها في الاجتماع بدأ العمل في تنفيذها وسيتم رفع التوصيات للمقام الكريم للبدء في تنفيذ عددٍ أخر منها، داعيًا أهالي ورجال الأعمال في محافظة الطائف للمساهمة في التنمية واستثمار الأموال في وطنهم، وقال: "مؤمن بمواطنة ووطنية الإنسان السعودي في كل القطاعات، والآن الفرصة متاحة والمشاريع مطروحة، ودعوتي لرجال الأعمال والمواطنين، الاستثمار والمشاركة بالجهد والمال في التنمية، كذلك المحافظة على المرافق واحترام الأنظمة والإخلاص في العمل"، مؤكدًا أن لا تنمية دون مشاركة الإنسان. وقدم أمير منطقة مكةالمكرمة الشكر والتقدير لأعضاء اللجنة على ما بذلوه من جهود، مهنئًا في الوقت عينه أهالي الطائف على ما تشهده المحافظة من تنمية في شتى المجالات وختم بالقول: "يكفينا فخرًا وشرفًا أننا مصرون جميعًا قيادة وحكومة وشعبًا على إنجاح خطط التنمية – بإذن الله – والتي تهدف إلى بناء الإنسان وتنمية المكان في المملكة العربية السعودية". ** الطائف الجديد: وخلال الاجتماع أعطى الأمير خالد الفيصل إشارة البدء لتنفيذ مشروعات الطائف الجديد والذي يقع في الناحية الشرقية لمدينة الطائف الحالية بمساحة 1250 كيلومترًا مربعًا يتسع لعدد 750 ألف نسمة تم دراستها وتخطيطها لتكون ذات رؤية مستقبلية لها معانٍ ملموسة ومحسوسة ومبنية على الخصائص المادية والذهنية والفكرية الروحية ليصبح مخططًا شاملًا وواقعيًا يربط بين جميع المشاريع الراهنة مثل (جامعة الطائف ومطار الطائف الدولي الجديد وسوق عكاظ) والمتوقعة ويحولها إلى شبكة عمرانية ذات كفاءة عالية ككيان عضوي متميز للمدينة المستدامة. ويتصف الموقع بأهمية مكانية ووظيفية كبيرة نتيجة لتوسطه واتصاله القوي بالمدينة القائمة والتجمعات المحيطة ويبلغ عدد السكان المستهدف للطائف الجديد -يصل إلى- 750 ألف نسمة وقد قدر عدد السكان المستهدف من خلال الاستيعاب الاقتصادي للمدينة (عدد فرص العمل الداعم للوجود السكاني) ليمثل حوالي 36% من إجمالي عدد سكان الطائف الحالي. ويبلغ إجمالي المساحة المخصصة للامتدادات العمرانية حوالي 400كم2 فيما يتميز المخطط الرئيسي بوجود ثلاثة أنوية حضرية رئيسية بنمط إشعاعي على طول المحور الرئيسي، وبوجود ثلاثة مراكز حضرية رئيسية بتنويعات مختلفة لاستعمالات الأراضي بها تبعًا للوظائف المقترحة. كما يتسم المخطط الرئيسي بوجود منطقة الأعمال المركزية ومدينة المطار والمدينة الطبية والسياحية، وستترابط جميع المراكز والمناطق السكنية والمشاريع الرئيسية بواسطة مناطق الأحزمة الخضراء – تبعًا لمبدأ «المدينة داخل حديقة» ويولي المخطط الرئيسي أهمية خاصة للحفاظ على التجمعات العمرانية القائمة ودمجها في مفهوم «الواحات العمرانية الصغيرة» تتميز كل واحة منها بوسطها ومركزها العمراني كنواة عمرانية للتوسع والامتداد المستقبلي. وتم البدء في إنشاء بلدية الطائف الجديد الفرعية – ويجري إنشاء مقر خاص بها ومركز الإمارة ومركز الشرطة كذلك تفعيل مشروعات المخطط الرئيسي للطائف الجديد المقترحة وتخصيص وتسليم المشروعات الكبرى والإدارات الحكومية، كما باشرت الأمانة تنفيذ أجزاء من المخطط الرئيسي للطائف الجديد، وذلك بتسليم بعض المواقع للجهات المختصة بما يشكل دفعة تنموية للمدينة المقترحة، ويمكن تحديد المشروعات الكبرى التي تم تسليم مواقعها في المدينة الجامعية، المطار الجديد، واحة التقنية، سوق عكاظ، أرض سباق الهجن، الضاحية السكنية (وزارة الإسكان)، المدينة الصناعية، كما تم تخصيص بعض المواقع لبعض الجهات الحكومية وجاري العمل على تخصيص البعض الآخر ومنها: أرض ديوان المظالم، أرض للجهات الأمنية، وأرض مشاريع الاتصالات إلى جانب المشاركة مع مركز التكامل التنموي بالإمارة وشركة المصيف للتطوير العمراني في تطوير. ** مطار الطائف الدولي: يقع شمال شرق محافظة الطائف في منطقة (وادي جليل) بالقرب من جبل حلاة ويبعد عن مدينة الطائف (40) كم كما يبعد عن مكةالمكرمة (120) كم بمساحة إجمالية 48 ألف كم 2، وسيتم تصميم صالات المطار وفق المعيار (C) حسب مستويات الخدمة المعتمدة من المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO) ليستقبل عدد (5) ملايين راكب سنويًا وتصل إلى (8) ملايين سنويًا مستقبلًا، وسيبدأ المطار بعدد مدرج واحد (4300م) يستوعب طراز الطائرات من نوع F4سيؤخذ في الاعتبار في مرحلة التصميم وضع مدرجين للمطار في حالة زيادة الطاقة الاستيعابية مستقبلًا. ** واحة التقنية: شهدت محافظة الطائف مراسم اختيار تحالف شركات عالمية لتصميم (واحة التقنية)، والتي تضمنها عقد بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وممثلين عن مجموعة "مورجانتي" لتخطيط وتصميم الواحة الكبرى للتقنية بالطائف، ويحقق المشروع بعد الانتهاء منه الرؤية التنموية للمحافظة، والتي تكمن في إنشاء مدينة حيوية تجسد التخطيط الحضري، وتدعم التنمية الاقتصادية، وتسهم بشكل فاعل في التنمية وتطوير مشاريع المعرفة في المملكة، من خلال تحقيق أهداف إنشاء مجمع استقطاب إقليمي للبحث والتطوير والابتكار ينتج منه خلق فرص عمل قائمة يحتذى بها، ومن ثم الوصول إلى العالمية بعد تحقيق الأهداف المحلية التي أنشئت من أجلها تنمويًا. وتأسيس رؤية حضرية واسعة النطاق للمحافظة لتصبح أنموذجًا وستكون واحة التقنية في قلب المبادرة لتطوير البنى التحتية والعقارات لإعداد مرافق البحوث والتدريب، وقد تم استهداف مجموعة من المجالات لتتناسب مع الحاجات والمصادر والميزة التنافسية في الطائف، بما في ذلك مجالات التقنية الحيوية ومجالات الخدمات الطبية والصحية والمجالات العسكرية ومجال الطيران وتقنية المعلومات ومراكز قواعد البيانات والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والزراعة والصناعة الزراعية والعطورات والتدريب والتعليم والسياحة. مجتمع معرفي يعتبر مشروع الطائف الجديد الأول من نوعه على مستوى المملكة، حيث يعتبر مدينة متكاملة الخدمات ستسهم في توفير السكن والخدمات والتقنية المختلفة، حيث يهدف المشروع إلى تنويع الاقتصاد والتحول إلى مجتمع واقتصاد يعتمدان على المعرفة بتحويل استراتيجي في سوق عكاظ بالمشاركة مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. فالركيزة الأساسية. إنشاء واحة للتقنية، ومن المؤمل أن يتحقق النجاح من خلال مبادرة شاملة نحو تخطيط مدينة جديدة وتطوير مجتمع متوازن ومستدام اقتصاديًا واجتماعيًا وبيئيًا. التقنية الحيوية يستهدف المخطط الجديد مجموعة من المجالات لتتناسب مع الحاجات والمصادر والميزة التنافسية في الطائف بما في ذلك مجالات التقنية الحيوية، ومجالات الخدمات الطبية والصحية، والمجالات العسكرية، ومجال الطيران، وتقنية المعلومات ومراكز قواعد البيانات، والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والزراعة والصناعة الزراعية، والعطورات، والتدريب والتعليم والسياحة، ولتشجيع النمو في مجال الأبحاث والتطوير سيتم الاستثمار بشكل أساسي في مرافق تعليمية ذات مستوى عالمي وباتجاه مكةوجدة غربًا، وستكون الطائف مركزًا إقليميا للمواصلات، حيث سيشمل المركز مطارًا دوليًا جديدًا، وخط سكك حديد عالي السرعة يسير باتجاه الرياض والخليج شرقًا للتخفيف من الضغط على ميناء جدة الإسلامي عبر المساهمة في توزيع نقل سريع بين المدينة الجديدة والجامعة، ومركز مدينة الطائف الحالية والهدا. كما سيشمل مركز المواصلات ميناء جافًا لبضائع ضمن المنطقة. توفير الطاقة أفضل الممارسات في مجال إنتاج وإدارة وتوفير الطاقة، وسيتم تطبيق التقنيات الناشئة والمستقبلية بالتوافق مع التخطيط المرن، كما يتضمن مخطط المدينة الجديدة المخطط العمل وفق أماكن السكن والعمل ومراكز الأعمال والمجتمع والمدارس والخدمات الطبية من خلال إنشاء أحياء مترابطة ومتكاملة الخدمات، وستكون مدينة صديقة للبيئة والمتنزهين، وتتمتع بسهولة في المواصلات على جميع المستويات، كما ستكون مدينة ذكية متواصلة مع العالم، وتعتبر واحة التقنية في مدينة الطائف الجديدة من أهم الواحات في المملكة ومن أولها انطلاقًا، وقد خصص لها في المشروع مساحات تصل إلى 10 ملايين متر مربع. الانسجام مع البيئة تقوم رؤية "الطائف الجديد" على إنشاء مدينة ذات انسجام مع البيئة والثقافة وتدعم وتطور الاقتصاد المحلي والوطني. سوق عكاظ: بدأت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الإعداد لمشاريع تطويرية لسوق عكاظ في الطائف لتحويله إلى وجهة سياحية ثقافية رائدة على مدار العام، بالتعاون مع شركائها من الجهات الحكومية في المحافظة. وشهدت الدورة العاشرة وضع حجر الأساس لأول هذه المشاريع وهو مشروع "جادة المستقبل"، ويهدف إلى إعادة إحياء دور سوق عكاظ في تشكيل المستقبل للمواطن السعودي والمقيم والزائر، من خلال عرض أفكار ومنتجات المستقبل وتشجيع المبدعين والمفكرين على عرض منتجاتهم وأفكارهم في "جادة المستقبل" التي ستتيح للزوار التعرف على المستقبل بجميع مجالاته الأدبية والعلمية والتقنية والاجتماعية بطريقة ممتعة وجاذبة، تمكن الزوار من استلهام المستقبل وتؤثر في النشء الجديد إيجابًا، حيث يشارك فيها عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص. وقد تم تصميم الجادة بشكل يعبر عن المستقبل في مختلف عناصرها بمظهر فريد، وتصل الجادة في مرحلتها الأولى بين المشروع التطويري الجديد لمدينة عكاظ وجادة سوق عكاظ بكونه وسيلة للتفكير في مستقبل المشاركين فيها، حيث تحتوي الجادة على معارض للجهات الحكومية وسيتم العمل على تطوير "جادة عكاظ المستقبل" بما يتوافق مع هدف سوق عكاظ تاريخيًا. تشتمل الجادة أيضًا على بوابة المستقبل، حيث تتصل "جادة عكاظ المستقبل" الحالية ببوابة تقنية متقدمة تنقل الزائر من التراث إلى المستقبل بمنتجاته وعروضه العلمية. الإسكان: يقع المشروع على مساحة 12 مليون متر مربع ويضم 6,670 فيلا و3,919 شقة إلى جانب 36 روضة أطفال و28 مدرسة و37 مسجدًا و8 جوامع مساجد وساحة لصلاة العيد. كورنيش السحاب: يبلغ طول هذا الشريط 30 كم وعرض 13 كم ومساحة هذا المشروع تبلغ حوالي (390 كيلو مترًا مربعًا) تقريبًا، ويقع على حدود المركز الإداري لمحافظة الطائف الذي يمتد من منطقة الباحةجنوبًا، لمحافظات منطقة المدينةالمنورة والعاصمة الرياض شمالًا. وتبعد حوالي (60 كيلومترًا) من جنوب شرق مكةالمكرمة و(130 كيلومترًا) من شرق محافظة جدة، وسط المناظر الطبيعية على سفوح جبال الحجاز الخلابة، وبالتالي فهو يحتل موقعًا استراتيجيًا يجمع بين عدة مناطق تتميز بالتنوع. ويشمل تطوير محور الهدا والشفا وتخصيص الجزء الأكبر منه كمتنزه وطني، ليضم ثلاثة أنماط رئيسة وهي السياحة البيئية، السياحة الزراعية، السياحة الاستشفائية. على أن يتم تطويرها بأسلوب يراعي طبيعتها ويضمن استدامتها، إلى جانب احتوائه على متنزه وطني، فندق ومنتجع فخم ويبرز الطبيعة الجبلية للموقع ومركز للتخييم والأنشطة، مركز خدمات الحجاج والمعتمرين، ومركز صحي للتأهيل والاستشفاء، مركز تصنيع المنتجات الزراعية، ومركز لخدمات الزوار وتوعيتهم، فيما أعدت دراسات تطوير المنطقة الواقعة ما بين الهدا والشفا السياحية (كورنيش السحاب) من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومن أمانة الطائف.