كشف تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس المرشح من جانب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتولي وزارة الدفاع، دعا في عام 2011 إلى ضرب إيران، ملمحة إلى ما قد تتسم به نصائحه لترامب بعد تولي قيادة البنتاجون. وأشار التقرير، الذي أعده الكاتبان جريج جاف وآدم إنتاوس، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين بارزين، إلى أن ماتيس، الذي كان رئيس القيادة المركزية للقوات الأمريكية، وأكبر قائد عسكري أمريكي في الشرق الأوسط، كان عازمًا في 2011 على الرد على مقتل 15 جنديًا أمريكيًا خلال شهر واحد بصواريخ أرسلتها طهران لمليشيات مدعومة من جانبها، عبر ضرب إيران داخل حدودها. ووفقًا للتقرير الذي نشرته "واشنطن بوست" على موقعها الإلكتروني، اليوم الاثنين، فقد كان مقتل 15 جنديًا أمريكيًا في شهر واحد هو الحصيلة الأكبر بين القوات الأمريكية المتواجدة في العراق خلال أكثر من عامين، وكانت المليشيات المدعومة من جانب طهران تتوعد بالمزيد. وقال المسؤولون الأمريكيون، الذين شاركوا في المناقشات حول مقترح ماتيس: إن الأخير كان عازمًا من خلال هذا المقترح على إرسال رسالة واضحة إلى إيران لوقف هجمات المليشيات المدعومة من جانبها، وهو المقترح الذي لاقى دعمًا من السفير الأمريكي في بغداد آنذاك، موضحين أن أحد المقترحات التي وضعت في هذا السياق كان قصف مفاعل نووي أو مصفاة نفط إيرانية. ونقل التقرير عن أحد المسؤولين -لم تكشف الصحيفة عن هويته- على لسان الجنرال ماتيس قوله: "بإمكاننا أن نجعلهم يعلمون أن لدينا صواريخ أيضًا"، بينما قال مسؤول آخر إنه "كان هناك قلق بشأن تناسب (رد الفعل المقترح مع أسبابه) ومدى فاعليته، وما إذا كان الإيرانيون سيصعدون الأمر". وبحسب المسؤولين، كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يرى أن ضربة أمريكية على الأراضى الإيرانية ستشعل موقفًا مضطربًا يوسع الصراع الذي تعهد بإنهائه، بينما كان يتخوف مسؤولون آخرون بالإدارة الأمريكية من إمكانية أن يشكل مقترح قائد القوات المركزية خطر بدء حرب جديدة في الشرق الأوسط. كما بيّن المسؤولون أن الخلاف حول كيفية الرد على ارتفاع عدد الضحايا الأمريكيين بسبب الصواريخ الإيرانية عكس الانقسام العميق بين أوباما وأكبر قادته العسكريين في الشرق الأوسط، في وقت كانت فيه واشنطن قلقة إزاء زيادة التورط والنتائج السلبية لحملتها العسكرية في العراق، لينتهى الأمر برفض الحل "العنيف" الذي اقترحه ماتيس، بعد أن استمر النقاش حول ذلك الأمر لأسابيع، وسمحت الإدارة الأمريكية لماتيس باستهداف قادة المليشيات المدعومة من إيران فقط. من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي آنذاك، ليون بانيتا، "كان من بين طاقم البيت الأبيض من اعتقد أن التوصيات التي كان يقدمها ماتيس كانت عنيفة جدًا… ولكني اعتقدت أن كثيرًا من ذلك، بصراحة، كان ينقصه النضج كي ينظر الرئيس الأمريكي إلى جميع المقترحات التي كان عليه النظر إليها لاتخاذ القرارات الصحيحة". ورأى تقرير "واشنطن بوست" أن تلك المعلومات بشأن ماتيس وخلافه مع أوباما، لا سيما بشأن إيران، تعرض منظورًا في كيفية قيادة الجنرال البارز لأكبر جيوش العالم، وماهية النصائح التي قد يقدمها لترامب في أكثر نقاشات الغرف المغلقة حساسية.