تظاهر المئات من أبناء الجاليات الكردية في لندن أمس أمام السفارة الإيرانية في لندن احتجاجا على التفجيرات التي استهدفت مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني. وردد المتظاهرون شعارات تندد ب«إرهاب الدولة الإيرانية» ودور المرشد الإيراني علي خامنئي وتدخل إيران في عدد من دول المنطقة خاصة في إقليم كردستان العراق وسوريا. وكان أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني يحتفلون في كويسنجق بذكرى ولادة مؤسس الحزب عبد الرحمن قاسملو أبرز الشخصيات السياسية الكردية الذي قتل على يد المخابرات الإيرانية في فيينا يوليو (تموز) 1989. وكان تفجير استهدف الأربعاء مقر حزب الديمقراطي الكردستاني المعارض أحد أبرز الأحزاب الكردية المعارضة لإيران في ضواحي أربيل وأسفر انفجار قنبلتين عن مقتل ستة من منتسبي الحزب إضافة إلى اثنين من أمن إقليم كردستان كما خلف أكثر من سبعة جرحى وفق إعلان المصادر المحلية. وحمل ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني في مولود سواره المجتمع الدولي مسؤولية سلامة الأحزاب الكردية المعارضة لإيران في العراق مؤكدا وجود مخطط مخابراتي إيراني واسع لاستهداف قوى المعارضة لها في العراق. وقال سواره إن المظاهرة تطالب المجتمع الدولي بالتصدي للوجود العسكري والأمني الإيراني في العراق خاصة بإقليم كردستان مضيفا أن الوجود الإيراني في «العراق وسوريا ولبنان واليمن ليس من أجل التصدي للإرهاب كما تدعي إنما من أجل أهداف توسعية للنظام الإيراني وفرض الهيمنة السياسية والآيديولوجية على دول المنطقة». وقال بيان أصدره الحزب الديمقراطي الكردستاني إنه دعا أبناء الجالية الكردية في لندن للمظاهرة للإعراب عن احتجاجه تجاه «ماكينة الإرهاب الإيرانية». وأكد البيان أن المظاهرة «جاءت لتذكير المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه الشعب الإيراني» معتبرا النظام الحاكم في طهران «مصدر بؤس شعوب المنطقة والإرهاب وعدو الاستقرار في الشرق الأوسط». وكانت حكومة إقليم كردستان استنكرت في بيان التفجير الذي استهدف مقر الحزب في كويسنجق وتعهدت بفتح تحقيق «لينال مرتكبو الجريمة الإرهابية جزاءهم القانوني ومن ضمنهم من يقفون وراء الجريمة». بدوره أعرب الرئيس العراقي فؤاد معصوم عن إدانته للهجوم داعيا إلى التحقيق في الحادث لمعرفة الجهات التي تقف وراءه. وقال السياسي الكردي المعارض لإيران علي كريمي إن «جميع الأدلة تثبت تورط النظام الإيراني في التفجيرات» لافتا إلى أن النظام الإيراني «منذ أول أيامه ووصوله للسلطة لم يكف عن العداء للشعب الكردي والمطالبين بالحرية في إيران وأن أياديه ملطخة بدماء المعارضين ومن بينهم قادة المعارضة الكردية». واعتبر السياسي الكردي أن النظام في إيران «دعم الإرهاب والإرهابيين على مدى تاريخه» مضيفا أن طهران «لم تتورع في دعم الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح» وتابع أن النظام الإيراني «تحول اليوم إلى أكبر مصدر للخطر والإرهاب في المنطقة».