أشار الدكتور أحمد الخليفي محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، خلال حفل تدشين الإصدار السادس من العملة الوطنية السعودية، تحت شعار "ثقة وأمان" اليوم الثلاثاء، إن هذا الإصدار صمم وفق أفضل المواصفات العالمية، وتساعد على إطالة عمرها الافتراضي. وبين انه تقرر أن يحل الريال المعدني محل الريال الورقي تدريجيا، حيث يصل عمره الافتراضي إلى نحو 20 عاما. واشار الى انه سيتم تداول هذا الإصدار مع العملة المتداولة حاليا، وتم تضمينه علامات أمنية، منها الشريط الأمني ثلاثي الأبعاد المستخدم في العملة الأمريكية، وكذلك الشريط الفضي، وطبقة الأحبار الخاصة ثلاثية الأبعاد، بالإضافة للعلامات والسمات الأمنية المعمول بها سابقا. يشار ان المؤسسة تعتزم طرحه للتداول ابتداء من 27 ربيع الأول 1438 ه الموافق ل 26 ديسمبر 2016. وفيما يلي كلمة المحافظ في حفل إطلاق تصاميم الإصدار السادس من العملة الوطنية : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أصحاب المعالي والسعادة أيها الإخوة الحضور، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسعدني أن أرحب بكم جميعاً في حفل إطلاق تصاميم الإصدار السادس من العملة الوطنية بنوعيها المعدني والورقي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (يحفظه الله). أيها الحضور الكريم، تمارس النقود دوراً حيوياً متزايداً في الأنشطة الاقتصادية بمختلف أنواعها، فقد توسع استخدامها في العصر الحديث نتيجة التطور الهائل في التقنية والنقل والاتصالات ونظم المدفوعات والانفتاح التجاري والمالي لتتجاوز بذلك وظائفها الأساسية كمقياس للقيمة ووسيط للتبادل. وفي المملكة العربية السعودية، ساهم استقرار قيمة العملة الوطنية والتوسع المدروس في عرض النقود عبر وسائل الدفع المختلفة بدور مهم في تفعيل مساهمة القطاع المالي في التنمية الاقتصادية. كما شهد الاقتصاد الوطني نمواً واضحاً وشاملاً في العقود الماضية، خاصة في العقد الأخير من خلال استكمال معظم مقومات البنية التحتية، وتطوير القوى العاملة، وكفاءة عوامل الإنتاج، والانفتاح على العالم الخارجي ليتمكن من مواصلة النمو وتعزيز قدراته على مواجهة التحديات القائمة أو المتجددة التي تفرضها تطورات السوق الدولية للنفط الخام. وقد تبنت الحكومة -أيدَّها الله -في هذا العام برنامجاً طموحاً لغدٍ أكثر إشراقاً من خلال رؤية المملكة 2030 التي تتضمن أهدافاً متنوعة لإعادة هيكلة الاقتصاد المحلي معتمدةً بعد الله على سواعد ابنائها المخلصين وقدرات المملكة المالية والاستثمارية الضخمة كمحور مهم ترتكز عليها الرؤية لتحقيق الاستدامة في النمو. ومما لا شك فيه أن هذا يتطلب قطاعاً نقدياً فاعلاً وحديثاً، وعملة وطنية مستقرة. أيها الإخوة الحضور يُشكل الريال السعودي رمزاً وطنياً غالياً في قلب كل مواطن، كما يُعد أداة بناءٍ رئيسةٍ في مسيرة النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة. ويرسم كل إصدار من إصدارته صورة مشرقة للتنمية الاقتصادية التي تمت في العهد الميمون لكل ملك من ملوك هذا الوطن المبارك. وقد شهد الريال إصدارات متعددة يعود تاريخ بدايتها إلى سك ربع القرش ونصف القرش السعودي سنة 1343ه باسم الملك المؤسس رحمه الله عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، ثم إلى الإصدارات الخمسة المتتابعة بشقيها المعدني والورقي وبفئاتها المتنوعة التي مارست أدوارها المهمة في التنمية الاقتصادية وفقاً لمعطيات كل مرحلة. أيها الحفل الكريم يسعدني في هذه الليلة الإعلان بكل فخر واعتزاز عن تدشين الإصدار السادس للريال السعودي بفئاته المعدنية والورقية المتعددة التي صُممت وفق أحدث التقنيات والمقاييس والمعايير العالمية، مع انتقاء أفضل المواصفات الفنية والأمنية المتاحة التي تليق بمكانة عملة المملكة والمركز الرائد لمؤسسة النقد العربي السعودي، وتعزز ترسيخ الثقة بمتانة وسلامة الريال السعودي. وتعتزم المؤسسة طرح الإصدار السادس من العملة الورقية والمعدنية في التداول ليكون متوفراً في جميع فروع المؤسسة ابتداءً من يوم 27 ربيع الأول لعام 1438ه الموافق 26ديسمبر لعام 2016م، وسيتم تداول فئات الإصدار الجديد جنباً إلى جنب مع العملة الورقية والمعدنية المتداولة حالياً بجميع فئاتها بصفتها عملة رسمية للدولة لها قوة الإبراء. ولتلبية احتياجات السوق من النقد، فسوف تستمر المؤسسة في طرح ما لديها من مخزون من الإصدار الخامس للعملة. أيها الإخوة الحضور يتضمن الإصدار السادس من العملات الورقية العديد من المعالم والصور التي تعكس الثوابت الدينية والتاريخية والتطورات الاقتصادية التي تحققت في المملكة. وتتصدر صورة مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (رحمه الله) وجه أعلى فئات الإصدار الورقي وهي فئة الخمس مئة ريال، وكذلك على وجه أعلى فئات الإصدار المعدني وهي فئة الريالين، كما تضمن الإصدار صورة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود (حفظه الله ورعاه) على وجه باقي فئات الإصدار الورقي، إضافةً لفئة الريال المعدني. وبشكل موجز فقد تضمنت فئات الإصدار الورقي عدة معالم ستعرض عليكم بعد قليل. وإضافةً إلى ما تضمنه الإصدار من صور ومعالم قيمة، فقد روعيت في تصميمه الجوانب الجمالية وذلك من خلال إضافةِ ألوان متناسقة وجذابة، وزخارف هندسية فريدة مستوحاة من التراث المعماري الإسلامي. أما من ناحية المواصفات الفنية ومستوى الأمان في الأوراق النقدية لهذا الإصدار، فقد حرصت المؤسسة على إنتاج ورق طباعة بمواصفات فنية عالية تواكب أحدث المستجدات في هذا المجال، وتساعد على إطالة عمرها الافتراضي، إضافة إلى حماية فئات هذا الإصدار بأحدث العلامات الأمنية وأجودها التي تسهل على المتعاملين التأكد من سلامتها. ولعل من أبرز العلامات الأمنية التي تم تضمينها في الإصدار الورقي الجديد، ما يلي: الشريط الأمني ثلاثي الأبعاد الذي يعد من أحدث العلامات الأمنية العالمية المستخدمة حالياً في عملات العديد من دول العالم، كالولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا. ويوفر الشريط لمستخدمي العملة الورقية علامة أمنية تُسهل على حائزها التأكد من سلامتها بنظرة سريعة. تم تعزيز الشريط الأمني ثلاثي الأبعاد كعلامة رئيسة داعمة بعلامتين أمنيتين، هما الشريط الفضي، وطبقة الأحبار الخاصة، التي تُظهر أشكال وزخارف ثلاثية الأبعاد تتحرك حسب زاوية إمالة الورقة النقدية. تم تضمين الإصدار السادس بالعلامة المائية التقليدية، والعلامات المائية المطورة، وكذلك بالأحبار الفسفورية المرئية وغير المرئية. إضافة إلى السمات الأمنية المقروءة آلياً، التي تساعد المختصين على الفحص الآلي للتأكد من سلامة الورقة. ولإخواننا وأبنائنا المكفوفين أضيفت على أطراف الأوراق النقدية طباعة بارزة تساعدهم على التعرف على فئات الإصدار. أيها الحفل الكريم، أولت المؤسسة العملة المعدنية في الإصدار السادس اهتماماً وعناية خاصة، فهي تعد جزءاً لا يتجزأ من العملة ووسائل الدفع في الاقتصاد الوطني. فقد أجرت المؤسسة دراسات متعمقة ومستفيضة لتداولها وآلية الحفاظ على جودتها وضمان توفرها لكافة شرائح المجتمع من أفراد وقطاع تجزئة ومصارف بالفئات المطلوبة في جميع أنحاء المملكة. وخلُصت الدراسات إلى أن تصاميم العملة المعدنية الحالية قد مضى عليها فترة طويلة، ومعظمها بلونٍ واحدٍ، وبأحجام كبيرة ثقيلة الوزن نسبياً يصعب حملها مما أضعف الإقبال على تداولها، وأدى إلى الإحجام عن تداول الريال المعدني، وعدم رواجه. ومع ارتفاع كميات فئة الريال الواحد الورقي في التداول، الذي أصبح يشكل نصف عدد الأوراق النقدية المتداولة، زادت التحديات التي تواجه المتعاملين بالنقد بما في ذلك المؤسسة والبنوك والمحلات التجارية، مما فاقم صعوبة عدّ وفرز الكميات الضخمة منها. وعليه، فقد تقرر أن يحل الريال المعدني تدريجياً محل الريال الورقي، حيث إن سك وتداول الريال المعدني له العديد من الآثار الإيجابية على الاقتصاد السعودي، فالعمر الافتراضي للعملة المعدنية يقدر ما بين 20 إلى 25 سنة، مقارنة بالعمر الافتراضي للعملة الورقية الذي يقدر ما بين 12 إلى 18 شهراً حسب ظروف تداولها. كما أظهرت الدراسات أن إضافة فئة جديدة إلى فئات العملة المعدنية سيؤدي إلى تقليل عدد القطع المعدنية التي يحملها الشخص، ويساعد على إيجاد نوع من التوازن بين العملة المعدنية والورقية، بخاصة ما دون فئة الخمسة ريالات الورقية، وهي الممارسة المعتادة في العديد من الدول، وبناءً عليه، تقرر إصدار فئة نقدية معدنية جديدة للتداول قيمتها ريالان. أيها الحفل الكريم، إن التطورات التي شهدتها صناعة العملة المعدنية خلال العقود الماضية تتيح إعادة تصميم فئات العملة المعدنية بألوان وأشكال أكثر جاذبية، وبأحجام أصغر وأوزان أخف تساعد على حملها وتداولها، بما يُظهر قيمة العملة وتدعو للثقة فيها واحترامها، وبما يتناسب مع مكانة الاقتصاد السعودي. أيها الحضور الكرام، في الختام، لا يسعني إلا أن أجدد لكم خالص شكري وتقديري على مشاركتكم لنا في هذه المناسبة التاريخية، وأدعو الله –العلي القدير-أن يديم على بلادنا الأمن والاستقرار، وأن تواصل المملكة مسيرتها التنموية في ظل الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله)، وسمو ولي عهده الأمين، وولي ولي العهد (يحفظهما الله). ويسرني أن نعرض لكم تصاميم الإصدار السادس من العملة المعدنية والورقية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – يحفظه الله – في هذا الفيلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،