يدشن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال زيارته المنطقة الشرقية، عددا من المشاريع التنموية، تشمل مشاريع سكنية وبتروكيماويات، إضافة إلى مركز الملك عبدالعزيز الثقافي، وتسهم تلك المشاريع في دفع عجلة التنمية، كما ترسخ الخطى لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، وتشمل المشاريع كلا من الظهران، والأحساء، والجبيل، ورأس الخير، ويستقبل خادم الحرمين الشريفين مساء اليوم الخميس أعيان وأهالي المنطقة الشرقية والمسؤولين ورجال الأعمال، وذلك في إمارة الشرقية، ويشرف الملك سلمان مأدبة العشاء التي تقام بالإمارة. برنامج الزيارة ويشمل برنامج زيارة الملك سلمان للشرقية قيامه مساء غد الجمعة بتدشين مركز الملك عبد العزيز الثقافي، الذي يعد مصدر إشعاع ثقافي وحضاري ضخم لأهالي المنطقة خصوصا وللمملكة عموما، حيث يواكب افتتاح هذا المركز اهتمام القيادة بالثقافة والتنوع المعرفي وترسيخ مكانة السعودية في المشهد الدولي، التي تعد عناصر أساسية في رؤية المملكة 2030. ويبدو المركز كمجموعة من الحجارة المتراصة التي تضم بين جنباتها مكتبة عصرية، ومركزاً للابتكار، وواحة للصغار تشكل أول متحف من نوعه للطفل في العالم العربي، ومتحف التاريخ الطبيعي، وقاعات للفنون، ومركز الأرشيف، ويتعالى في وسطه برج المعرفة الذي يقدم البرامج التعليمية للرواد من كل الأعمار، وتتضافر البرامج في المركز لتكون موئلاً للإلهام وإثراءً للثقافة، إذ قررت أرامكو السعودية إنشاء المركز لإطلاق عملية تحفيز هذه الطاقات وإلهام طموحاتها ودعمها، وإتاحة الفرص أمامها، بحيث تسهم في تحول مجتمعها إلى مجتمع معرفي. ويضم المركز برج المعرفة، القاعة الكبرى، معرض علوم الطاقة، صالة العروض، المسرح، المتحف، مركز الابتكار، الأرشيف، المكتبة، والتعليم المستمر. تدشين المشاريع السكنية ويتضمن برنامج الزيارة تدشين الملك سلمان مشاريع سكنية تتبع وزارة الإسكان في الأحساء، حيث تشمل تسليم وحدات سكنية جاهزة للمواطنين، وسيضع الملك سلمان حجر الأساس لمشروع "ضاحية الأصفر"، وهو مشروع سكني متكامل يتكون من 100 ألف وحدة سكنية سيتم تنفيذها على المدى الطويل، ويعد تنفذ المشروع شراكة بين شركات سعودية وأخرى صينية، حيث يتوقع أن تسهم المشاريع في معالجة مشكلات السكن في الأحساء بشكل خاص والمنطقة بشكل عام. ويدشن خادم الحرمين الشريفين مشروع المرحلة الثانية من تطوير المدينة الجامعية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن التي تضمنت مشاريع المرافق الأكاديمية والسكنية والمساندة بتكلفة إجمالية للمشاريع بلغت 2.7 مليار ريال. الأمير سعود بن نايف يرحب بالزيارة الميمونة ورحب الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية بالزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للشرقية التي تعتبر إحدى المناطق التي تحظى كباقي المناطق بالرعاية والاهتمام من لدن خادم الحرمين الشريفين. وقال الأمير سعود بن نايف، إن المشاريع التي سيقوم خادم الحرمين الشريفين بوضع حجر أساسها أو افتتاحها أو رعايتها تعتبر مشاريع خير وبركة ومشاريع ذات مردود هائل للاقتصاد الوطني والخدمي، وفي كل مراحل الحياة، فهي تختلف عن مشاريع إسكان إلى مشاريع بنية تحتية، إلى مشاريع منشئية، إلى مشاريع بتروكيماوية، إلى مشاريع طاقة، وبالتالي هي مشاريع خير وبركة، وهي رد شاف وكاف وواف لكل من يشكك في أي شكل من الأشكال عن دعم الدولة لجهود التنمية في كافة مناطق في المملكة. تدشين المشاريع العملاقة ومن بين المشاريع التي سيدشنها الملك سلمان بن عبدالعزيز مشروع منيفة، وهو حقل مغمور يقع في المياه السعودية شمال الجبيل على الخليج العربي، ويعد خامس أكبر حقول النفط في العالم، وأقدمها في المملكة، وقد اكتُشفَ عام 1957، حيث تصل مساحة هذا الحقل المكون من 6 مكامن، إلى نحو 45 كيلومتراً طولاً، و18 كيلومتراً عرضاً، ويقع في المنطقة البحرية تحت مياه ضحلة يتراوح عمقها ما بين متر و15 مترًا. وتؤدي منيفة دوراً مهما مع تزايد عدد المشاريع العملاقة المصممة لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة من موارد النفط والغاز في المملكة، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 التي تؤكد أهمية تشجيع التنقيب عن الثروات الطبيعية والاستفادة منها. وتصل طاقة حقل منيفة الإنتاجية بعد تطويره إلى 900 ألف برميل من الزيت العربي الثقيل يومياً. وقد أعيد الإنتاج من هذا الحقل، في العاشر من أبريل عام 2013م، بينما تم إنجازه وتشغيله نهاية عام 2014م. ويشكل مشروع الإنتاج الجديد في منيفة أكبر مشروع من نوعه في صناعة النفط، وسيوفر اللقيم اللازم لمصفاتي التكرير المشتركة (شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات – «ساتورب») في الجبيل، و(مصفاة شركة ينبع أرامكو سينوبيك للتكرير – «ياسرف») في ينبع، إضافة إلى مصفاة جازان عندما تصبح قيد التشغيل ومصفاة «موتيفا»، (مصفاة أرامكو السعودية "موتيفا إنتربرايز"، وهو مشروع مشترك للتكرير والتسويق في مدينة هيوستن، بولاية تكساس الأمريكية، والمملوكة مناصفة بين أرامكو السعودية وشركة شل الأمريكية). وأنجزت المرحلة الرئيسة الأولى من مراحل تطوير الحقل في أبريل 2013، حيث شملت إضافة 350 بئرًا جديدة تشكل إجمالي عدد الآبار المطلوبة، وتزامن ذلك مع بدء التشغيل التجريبي للحقل ومرافق المعالجة المركزية لإنتاج 500 ألف برميل يوميًا. وقد ركز المشروع على المحافظة على التزام الشركة بالجودة، واستهل الإنتاج قبل الموعد المحدد بثلاثة أشهر وبتكاليف تقل عن الميزانية المحددة له. وقد استهلك المشروع أكثر من أربعة ملايين ساعة من العمل الهندسي، وقوى عاملة بلغ حدها الأقصى أكثر من 21 ألف عامل، وإجمالي يزيد على أربعة ملايين ساعة من العمل التصميمي. ويتضمن مشروع حقل منيفة بعد تطويره 27 جزيرة حفر صناعية متصلة بالشاطئ عبر جسر بحري وتفرعات بطول 41 كيلو متر، و13 منصة بحرية لإنتاج النفط وحقن المياه مع ما يلزمها من خطوط أنابيب وكابلات كهرباء واتصالات مغمورة، ومرافق لمعمل المعالجة المركزية تتضمن مرافق لفرز الغاز من الزيت ومرافق لمعالجة الغاز ومعملاً لحقن المياه ومحطات للإنتاج المزدوج. كما يدشن الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال زيارته للشرقية معمل الغاز في واسط، الواقع شمال مدينة الجبيل الصناعية، كأحدث معمل للغاز يساعد على تلبية احتياجات المملكة من الطاقة، وكجزء من رؤية المملكة 2030، التي تنص في محورها الاقتصادي على أهمية مضاعفة إنتاجنا من الغاز، وإنشاء شبكة وطنية للتوسع في أنشطة توزيعه. ويسهم المعمل بمفرده في رفع طاقة معالجة الغاز في المملكة بنسبة 20 في المائة، وعلى عكس معامل الغاز الأخرى العائدة لأرامكو السعودية، التي تعالج الغاز الطبيعي المصاحب للنفط الخام في الحقول التقليدية، صُممت معامل جديدة – ومن بينها معمل واسط – لمعالجة كميات ضخمة من الغاز غير المصاحب تبلغ 2.5 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم. وإنتاج 1.7 بليون قدم مكعبة قياسية من غاز البيع أو الميثان وضخها إلى شبكة الغاز الرئيسة، و4800 طن متري يوميًا من الكبريت المذاب التي تقوم بدورها بتوفير إمدادات الغاز الطبيعي إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه التي تلبي احتياجات المملكة من الكهرباء والمياه في القطاعين الصناعي والسكني، كما يعالج معمل واسط 250 ألف برميل زيت يوميًا لإنتاج أنواع متعددة من اللقيم مثل الإيثان والبروبان والبوتان والبنزين الطبيعي للقطاع الصناعي للبتروكيميائيات. تدشين معمل الغاز ويأتي بناء معمل الغاز في واسط، متسقًا مع رؤية المملكة 2030 ومع الأهداف الاستراتيجية لأرامكو السعودية لتلبية الاحتياجات المحلية من الطاقة وتعزيز الاقتصاد الوطني، كما يذكر أن فريقًا من أرامكو السعودية يضم خبراء ومختصين من إدارة المشاريع في واسط وأعمال الغاز في منطقة الأعمال الشمالية هو الذي قاد عملية بناء معمل الغاز في واسط. ويوجد حاليًا أكثر من 400 موظف يعملون في معمل الغاز في واسط بنسبة سعودة تبلغ 100 في المائة في كل القطاعات الهندسية، بما في ذلك مهندسو الكيمياء والميكانيكا والكهرباء ومختصو الأجهزة والمعدات، أما بالنسبة لأقسام الصيانة والأعمال، فقد تم تدريب خريجي برنامج التدرج في معامل غاز أخرى عاملة، علاوة على تلقيهم تدريبات في مركز تدريبات المشاريع في واسط، بخلاف نخبة من الموظفين من ذوي الخبرات الطويلة إلى المتوسطة تشكل 30 في المائة من إجمالي القوة العاملة في المعمل كي يتمكنوا من نقل معرفتهم وخبراتهم للموظفين الجدد من خلال التدريبات والتوجيه والإرشاد وتقديم الاستشارات المهنية والفنية والمساعدة في الأعمال، علمًا بأن بعضهم يشغل مناصب قيادية كرؤساء أقسام أو وحدات. تدشين مشروع حقل الشيبة كما يدشن الملك سلمان بن عبدالعزيز مشروع حقل الشيبة، الذي يعد واحدًا من أكبر المشاريع الفريدة من نوعها، ليس على مستوى المنطقة فحسب، بل على مستوى العالم بأسره، حيث يعد هذا المشروع شاهدًا حقيقيًا ومِصداقًا واقعيًا لمدى قدرة أرامكو السعودية وموظفيها ومقاوليها على إنجاز ما هو في حكم المستحيل، إذ يتضمَّن المشروع إنتاج كميات إضافية من النفط الخام العربي الخفيف جدًا ذي القيمة العالية بمقدار 250 ألف برميل في اليوم، لتصل بذلك الطاقة الإنتاجية إلى مليون برميل في اليوم، لتعادل ضعف طاقة مرافق فرز الغاز عن الزيت المبدئية عندما تم تشغيلها عام 1998م. وقد قامت خطة الحفر لهذا المشروع على استراتيجيتين أساسيتين، أولاهما تختص بتحديد مواقع الآبار في أماكن أكثر عمقًا وبُعدًا عن قبة الغاز لتعظيم استخلاص النفط، وثاني هاتين الاستراتيجيتين، زيادة متوسط مساحة التماس بين الآبار والمكمن في حقل الشيبة من 6 إلى 10 كيلومترات، الأمر الذي يعزز بدوره الإنتاج من الأجزاء العميقة والأقل نفاذية في المكمن.