شهدت القاهرة، ومدن كبرى في مصر، حالة استنفار أمني واسع، اليوم الجمعة، في حين لم تلق دعوات لتنظيم مظاهرات حاشدة في الشوارع؛ احتجاجًا على إجراءات تقشف استجابة تذكر. وانتشرت قوات الأمن ومدرعات الشرطة في شوارع وسط العاصمة التي بدت شبه خالية من المارة بعد أن بقي معظم الناس في المنازل. ونقل التلفزيون الرسمي عن رئيس الوزراء شريف إسماعيل قوله: "الشعب المصري اختار الاستقرار والتنمية ورفض أي دعوات تخالف ذلك." وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد حث المصريين على تجنب التظاهر مشددًا على أن طريق الإصلاحات الاقتصادية لا رجعة عنه مهما تكن قسوة السير فيه. ودعت جماعة مجهولة إلى حد كبير تسمي نفسها (حركة الغلابة) في أغسطس إلى تنظيم المظاهرات، اليوم 11 نوفمبر؛ احتجاجًا على إجراءات التقشف التي تقول الحكومة إنها مطلوبة للحيلولة دون انهيار مالي في أكبر الدول العربية سكانًا. وحتى الساعة السابعة، مساء يوم الجمعة، بالتوقيت المحلي (1700 بتوقيت جرينتش) لم يحتشد متظاهرون في أي من مدن البلاد، وفرقت قوات الأمن عدة مظاهرات محدودة، ووقعت اشتباكات طفيفة لم يقتل أو يصب فيها أحد. وكانت الدعوة للمظاهرات قد أطلقت في أغسطس، لكن أيدها كثير من المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن حررت مصر سعر صرف العملة، ورفعت أسعار الوقود الأسبوع الماضي، في خطوتين أشاد بهما المصرفيون، لكن مصريين استنكروهما، واعتبروهما ضربة جديدة للقوة الشرائية المتناقصة لدخولهم في دولة تعتمد على الاستيراد. وخلا ميدان التحرير، مهد انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك بعد 30 عامًا في الحكم من المارة تقريبًا، في حين انتشرت على مسافات متباعدة مدرعات الشرطة كما انتشر ضباط كبار.