الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون نحو مدينة مكةالمكرمة أمس (الجمعة)، يعتبر تجاوزا خطيرا في قواعد لعبة الحرب التي تديرها إيران بالوكالة في اليمن عبر دعمها للحوثيين.الجميع تقريبا يعرفون أن جماعة الحوثي وميليشياته لا تملك القدرة على حيازة صواريخ من نوع "سكود" الباليستية، مما يدل بوضوح على أن إيران هي التي أصبحت توجه مسار إطلاق الصواريخ عبر الميليشيات الحوثية خلال هذه الحرب التي يخوضها التحالف العربي ضد انقلاب الحوثيين في صنعاء، والذين احتلوا بمنطق القوة مدينة صنعاء وبعض المدن في اليمن. وفي ظل الأنباء التي أفادت بها مصادر عسكرية أمريكية في الخليج، من أن السفن الحربية الأمريكية في باب المندب اعترضت 4 سفن إيرانية محملة بالسلاح ومتجهة إلى اليمن خلال الشهور الماضية، يتضح بصورة جلية أن إيران لاتزال ضالعة في وقوفها مع الحوثيين، وأن إطلاق الصاروخ الباليستي صباح أمس (الجمعة) على مكة هو تصعيد خطير في مسار الحرب بالوكالة التي تمارسها إيران عبر الحوثيين. ورغم التنديد الواسع الذي لقيه ذلك التصرف الخطير من قبل الكثير من الدول العربية إلا أن هذه السابقة الخطيرة تبدو بصورة واضحة تعبيرا حقيقيا عن نوايا إيران حيال المملكة العربية السعودية والخليج. واليوم، أصبح الوضع في الحرب التي تدور رحاها بين قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والميليشيات الحوثية وميليشيات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، أكثر وضوحا. لقد كان إطلاق هذا الصاروخ نحو مدينة مكة إشارة بينة إلى إطلاق رصاصة الرحمة على أي أفق مستقبلي للسلام مع الحوثيين وعلي عبد الله صالح. كما أن هذا التصعيد الخطير، عبر إطلاق الصاروخ الباليستي نحو مكة، هو بمثابة عجز الحوثيين والإيرانيين والرئيس المخلوع صالح عن حسم الحرب لصالحهم، ما يعني في الوقت نفسه أن ثمة توجيهات إيرانية للحوثيين نحو صرف الأنظار عن المعركة الحقيقية في اليمن، والظروف الصعبة التي تمر بها الأوضاع في اليمن، والتظاهرات التي تتحدى سلطة الحوثيين في صنعاء بعد أن فشلت الجماعة الحوثية في تدبير وتسيير الأوضاع هناك . وفي ضوء هذه الأوضاع، لابد أن تقود المملكة العربية السعودية حملة إعلامية عالمية لعزل إيران وإدانتها وتضييق الخناق عليها، بعد أن تكشفت نواياها وما تضمره من شر وحقد للمملكة العربية السعودية والخليج. إن التغول الإيراني في المنطقة العربية والخليج أصبح سافرا وجليا، لاسيما بعد الاتفاق النووي الذي تم بين الغرب والولايات المتحدة من جهة، وإيران من جهة أخرى؛ الأمر الذي شجع الإيرانيين على ممارسة مثل هذه الاستفزازات التي تطاول مقدسات المسلمين.لقد حان الوقت لكشف إيران وتبيان تهافت دعاويها وشعاراتها الكاذبة والخادعة، فمن يريد الوحدة الإسلامية، لا يمكنه أن يستهدف مكةالمكرمة بالصواريخ الباليستية. إيران حين تمارس هذا الأسلوب الأخرق مع المملكة فهي تعرف تماما أن المملكة العربية السعودية لن تتهاون أبدا مع كل تهديد يمس أمن الديار المقدسة. لكنه الغباء الإيراني الذي يسيء إلى نفسه قبل أن يضر بالآخرين. وبكل تأكيد، سنشهد في الأيام القادمة توالي التصريحات المتضامنة مع المملكة العربية السعودية، والمنددة بهذا الاستهداف الإيراني لمدينة مكةالمكرمة. لذا، على المملكة تكثيف مسار الحل العسكري في اليمن بصورة نوعية للقضاء على الخطر الإيراني الداهم.