قد تبدو هذه فكرة من الخيال العلمي، ولكن دولة فضائية في طريقها لتصبح حقيقة واقعة عما قريب في ظل الخطط الجديدة الموضوعة من قبل مجموعة دولية من العلماء والباحثين. وقد أعلن فريق الخبراء عن خطط لإنشاء دولة مستقلة في الفضاء يُطلق عليها اسم "أسجارديا" من خلال إطلاق قمر صناعي العام المقبل. ويمكن للأشخاص الراغبين أن يتسجلوا ضمن موقع مشروع أسجارديا كي يصبحوا من مواطني هذه الدولة الفضائية، وسيحصل أول 100 ألف شخص فقط على فرصة الانتماء إلى هذه الدولة الفضائية. ويهدف المشروع إلى خلق إطار جديد للملكية والقومية في الفضاء. فقد كشف الفريق الذي يقوده الدكتور إيغور أشوربيلي، مؤسس المركز الدولي لأبحاث الفضاء، عن هذه الخطط الغريبة في مؤتمر صحافي عُقد في باريس. وتكمن فكرة إنشاء دولة أسجارديا في إمكان حماية العالم من التهديدات الكونية ونشر السلام في الفضاء، وتشمل هذه التهديدات اصطدام الكويكبات والتوهجات الشمسية، وفقا للباحثين. كما تشير التقديرات إلى إمكانية تتبع أكثر من 20 ألف جسم فضائي صنعه الإنسان، بما في ذلك المركبات الفضائية القديمة والصواريخ بالإضافة إلى المركبات وهي في مرحلة بحثها النهائية في مدارات قريبة من الأرض. هذا ويمكن الحد من مخاطر الأجسام الطبيعية في الفضاء وتهديدها لكوكب الأرض. فعلى سبيل المثال، تسبب نيزك Chelyabinsk الذي اصطدم بالأرض في بلدة روسية كبرى عام 2013، بإصابة 1100 شخص وتدمير 4 آلاف مبنى. وبهذا الصدد، قال الدكتور إيغور :"دولة أسجارديا ستكون أمة مستقلة وعضوا مستقبليا في منظمة الأممالمتحدة، ويهدف جوهر المشروع إلى إحلال السلام في الفضاء ومنع انتقال صراعات كوكب الأرض إلى الفضاء الخارجي". ومن المقرر إطلاق القمر الصناعي الذي ستقام عليه دولة أسجارديا في عام 2017، وسيدخل القمر المدار الأرضي المنخفض حيث يأمل العلماء البدء بتطوير المشروع بشكل أكبر بعد الإطلاق. وقال البروفيسور ديفيد الكسندر، مدير معهد رايس للفضاء في جامعة رايس في هيوستن، تكساس :"تتجلى مهمة دولة أسجارديا في خلق فرص أوسع للبحث الفضائي كما تهدف إلى تحقيق تطلعات علمية مذهلة إضافة إلى الأغراض السلمية المنصبة في مصلحة البشرية جمعاء".