تصاعدت وتيرة التصريحات الإيرانية سواء من الرئيس الايراني حسن روحاني أو حتى من المرشد الأعلى خامنئي ووزير الشؤون الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، وذلك إثر الغضب الداخلي للشعب الايراني على حكومتهم بسبب حرمانهم من الحج لهذا العام. وفتحت هذه التصريحات الملف الإجرامي للإيرانيين في أطهر بقاع الأرض، فعام بعد عام يشهد موسم الحج محاولات بتحويله من موسم عبادة وطاعة إلى ساحة سياسية من شأنها أنّ تهدد أمن الحجاج وتعكر صفوهم وتهدد سلامتهم بتخطيط ودعم الحكومة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني والتي تهدف بذلك لإظهار أنّ الحكومة السعودية غير قادرة على تولي شؤون الحج والحجاج وأنها تقتل حجاج بيت الله، إلا أنّ هذه المخططات باءت وستبوء بالفشل في ظل الحزم الأمني التي توفره القوات السعودية ضد كل من يحاول المساس بأمنها وأمن حجيج بيت الله فمنذ عام 1406 بعد محاولتهم تفجير الكعبه والحرم المكي ومروراً بمظاهرات الحج وتدمير ممتلكات المملكة ب 1407 والتفجيرين اللذين حدثا بالجسر المجاور للحرم عام 1409 ومن ثم إطلاق غازات سامة ب 1410 وانتهاء بحادثة التدافع بمنى العام الماضي والمحاولات الإيرانية مستمرة. ويستطيع المتابع الحق أنّ يفرق بين تلك التصريحات الإيرانية وما أقرته المملكة بدليل عدم تظلم أيّ دولة إسلامية أخرى مما أقرته المملكة وعدم تعاطف أي دولة إسلامية كذلك مع إيران في تلك التصريحات، وهو مايعطي دلالة على أن الحكومة الإيرانية هي من حرمت الحجاج الإيرانيين من أداء نسك الحج لهذا العام. ويرى السفير السعودي في العراق ثامر السبهان أنّ المملكة بسياساتها الحازمة والحكيمة وما تبثه يوماً بعد يوم بصدق طرحها وحرصها على وحدة الصف العربي والإسلامي ومعالجة الأوضاع المأساوية في بعض دولنا العربية والإسلامية نتيجة للتدخلات الإيرانية المباشرة والخبيثة والتي تهدف إلى تنفيذ جندات وأحلام بالسيطرة على الشعوب العربية ومقدراتها جعلت مجموعة الملالي تفقد صوابها وأصبحت تهذي، فالحرمان الشريفان وبفضل الله ورعايته سخر لهما هذه القيادة التي حملت على عاتقها ومنذ عهد الملك المؤسس الاهتمام بشؤونها وبذل الغالي والنفيس من أجل حمايتها والعناية بها وتطوير المنشآت فيها وهذة النتائج أمام أعيننا". وأضاف السبهان أنه لايستغرب أن تشذ إيران عن الإجماع الإسلامي في هذا الشأن فهم دأبوا على تعكير الصفو في الحج ومنذ سنوات عديدة وجميع المشاكل تنتج منهم ومن اتباعهم وهذه الشعيرة مطلوب تأديتها كما أمر الله بها لا كما أمر الولي السفيه". ويرى السبهان كذلك أنّ من منع الحجاج الإيرانيين هم القيادة الإيرانية وليست المملكة من تمنع أحدا عن بيت الله ولم يسبق أن فعلتها من قبل ولو تنفذ المملكة طلبات الإيرانيين لأصبح هناك يومان للتروية ويومان لعرفة ويومان للعيد وأيام للتظاهر والعنف والرفث والفسوق والجدال وهو ما نهانا عنه ديننا الإسلامي الحنيف ولم يفعلها رسول الأمة ولا أصحابه المهديون الراشدون ولا خلفاء الإسلام". كما يرى مدير قناة العرب الإخبارية الأستاذ جمال خاشقجي: أنّ هذه التصريحات غير مهمة وهو خطاب إيراني موجهه للشعب وللشارع الإيراني لتبرر الحكومة الإيرانية جنايتها على شعبها عندما قامت بتصرفات غير مسؤولة أدت لحرمانهم من الحج لهذا العام. وبيّن خاشقجي "دلالة على أنّ هذه التصريحات غير مهمة بأنها لم تجد أي ردة فعل بأيّ عاصمة إسلامية، بل إن العواصم الإسلامية جميعها تؤيد عمل المملكة ولعل آخرها ما أعلنه وزير الخارجية التركي مولود أوغلو في المؤتمر الصحفي الذي جمعه أمس بأنقرة بوزير الخارجية عادل الجبير، حيث أكد أوغلو دعم تركيا للإجراءات السعودية في إدارة الحج وضمان أمن الحجاج".