أبدى عددٌ من المُصابين والمصابات، بمرض الذئبة الحمراء، انزعاجهم الشديد من انقطاع أحد أهم الأدوية لهذا المرض، وهو الهايدروكسيكلوروكوين والمعروف تجاريًا باسم (البلاكوانيل)، حيث إنّه المفتاح الرئيس في السيطرة على مرض الذئبة الحمراء، وأمراض روماتزمية أخرى، مثل التهاب الروماتويد. وأدّى انقطاع الدواء إلى حصول أزمة، عانى منها المرضى على مستوى المملكة، فهو يُعتبر من الأدوية المهمّة، والتي لا غنى عنها، وقد شكّل غيابه هاجسًا ومخاوف لكثيرٍ من مستخدميه، حيث قالت إحدى المصابات بهذا المرض: "انقطاعه مستمر منذ ثمانية أشهر، ولا حياة لمن تنادي"، وأضافت أخرى: "اضطررتُ أن أطلب من صديقتي أن توفّر لي الدواء من خارج المملكة"، وتساءلت ماهو الحال في من ليس له قدرة مادية على توفيره؟!. وأوضح الدكتور خالد الدرعان، طبيب زمالة أمراض الروماتزم بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، والكلية الملكية للأطباء في إيرلندا أن مرض الذئبة الحمراء، مرضٌ مناعي نادر غير مُعدٍ وغير وراثي ولا ينتقل بنقل الدم، وينتج عن طريق تكوّن أجسام مناعية مضادّة، تهاجم أنسجة الجسم نتيجة خلل مناعي غير معروف السبب، يصيب الإناث أكثر من الذكور وبمختلف الأعمار، وتختلف أعراضه باختلاف تأثر العضو، وأكثر الأعضاء والأجهزة إصابة هو الجلد والمفاصل والكلى، إلا أنّه قد يُصيب القلب والكبد والجهاز التنفسي والجهاز العصبي على حد سواء. وتابع، أنه من أهم أعراضه التهابات المفاصل والحرارة وتشوّه الجلد وفقر الدم والالتهابات البكتيرية المتكررة نتيجة نقص المناعة وكريات الدم البيضاء، إضافة إلى زلال الكلى والفشل الكلوي في حالة عدم علاجه، وفي آخر دراسة منشورة عن جامعة الملك سعود وُجد أنّ نسبة مرضى الذئبة الحمراء 19 مريضًا في كل 100 ألف شخص، وهو مساوٍ للمقياس العالمي في انتشار المرض. ولفت الدكتور الدرعان إلى أنه يتمّ تشخيص المرض عن طريق الأعراض والتحاليل الخاصة والدقيقة للأجسام المضادّة تحت إشراف طبيب روماتزم مختص، وتتراوح حدّة المرض بين مريض وآخر، وأعراضه أيضًا تختلف بين المرضى، ويستوجب مراجعة مستمرة في عيادة الروماتزم، إضافة إلى الالتزام بالعلاجات المناعية بشكل تام، وبالنسبة لعلاجه فلا يوجد علاج نهائي للمرض، حاله كحال مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، ولكن يتم السيطرة عليه بشكل كامل بالعلاجات المناعية الخاصة، والتي بدورها تقوم بتثبيط المناعة، وتُقلّل تأثر الأعضاء بالمرض، وبالتالي السيطرة على الأعراض. وتابع، أنه نظرًا لتباين الأعراض واختلافها، تختلف العلاجات المناعية تباعًا، وأشهر العلاجات المستخدمة لعلاج التهاب المفاصل والجلد في الذئبة علاج الهايدروكسيكلوروكوين واسمه التجاري البلاكوانيل، وهو المفتاح الرئيس في السيطرة على مرض الذئبة الحمراء وأمراض روماتزمية أخرى مثل التهاب الروماتويد، ويستخدم البلاكوانيل في علاج تقرحات الفم وفقر الدم وتأثر القلب وأحيانًا كثيرة في التهابات الكلى الناتجة عن الذئبة الحمراء، إلّا أنّ عدم توفر العلاج في دول الخليج في الفترة الماضية أدّى إلى نوع من الصعوبة عند البعض، ونشاط المرض. وأضاف الدرعان أن البلاكوانيل يُعتبر من العلاجات المناعية القليلة المستخدمة في الحمل ومصرّح بشكل آمن على الأم والجنين، عكس الكثير من العلاجات الأخرى، وهناك عدد من العلاجات المناعية التي قد تُستخدم للسيطرة على المرض مثل الكورتزون والميثوتريكسات والأميواران والسلسيبت وغيرها، إضافة إلى العلاجات البيولوجية بالحقن مثل الريتوكسماب والبيلوموماب، والتي تستخدم في حالات معينة من تأثر الكلى نتيجة الذئبة الحمراء. واختتم الدكتور الدرعان حديثه موضّحًا أنّ مرض الذئبة الحمراء، مرض مزمن ولابد من التعايش معه والسيطرة عليه، وذلك لا يكون إلّا بالالتزام بتعليمات الطبيب، والحرص على تناول العلاج بشكل منتظم، كما نصح جميع المرضى بالابتعاد عن العلاجات الشعبية من خلطات ومُستحضرات لا يُعرف لها أساس، وما قد يكون لها من أعراض جانبية قد تكون وخيمة العواقب.