التعليم حق للجميع ومسؤولية الوزارة تيسيره لا تعسيره، فكل عام خريجو الثانوية يصارعون ويتصارعون مع وزارة التعليم والجامعات، من أجل تحقيق حلم القبول، ولكن يصطدمون بواقع مرير، فلا أرض تنبت ولا سماء تُغيث، وهذا العام بدلا من الاستفادة من أخطاء القبول في السنوات الماضية ومعالجة المشكلة، ارتكبت الوزارة عدة أخطاء سواء أخطاء إجرائية أو أخطاء سوء تقدير ونقدنا للوزارة لايعني أن كلها أخطاء فهي من أكثر الوزارات سعيا للتطور ولا شك أنها من الوزارت التي تتقبل النقد الهادف البناء ومن الوزارات التي تسمع الرأي الآخر والملاحظ على قبول الطلاب والطالبات في الجامعات هذا العام الآتي: – هل تعي الوزارة أن قبول الطلاب والطالبات في الجامعات هو أبرز الأولويات وأن مصير ومستقبل الطلاب والطالبات يذهب بسبب أخطاء إدارية وأخطاء نعتبرها مجازا تقنية، أليس من المفترض إيجاد غرفة عمليات إعلامية وتحت إشراف الوزير يتم من خلالها التواصل مع المتقدمين وبكل شفافية ووضوح وتقديم المشورة والتسهيلات وحل العقبات وذلك عبر إحدى القنوات التلفزيونية فإذا لم تتواجد الآن في فترة القبول وتشرف على القبول وتتابع يا معالي الوزير فثق ألا أحد يحتاجك بقية العام. – لماذا لم تستفد الوزارة من أخطاء القبول في الأعوام السابقة، ولماذا تتكرر الأخطاء وتتزايد العام الماضي وفاة والدة طالبة متقدمة في تبوك، وهذا العام تجمهر الطلاب والطالبات أمام الجامعات، فليس من الأخلاق والمروءة وقوف بناتنا تحت أشعة الشمس منتصف الظهيرة من أجل الحصول على قبول جامعي هو في الأصل حق مشروع لها وهي الأولى به من غيرها فمنظر الطوابير أمام جامعة الأميرة نورة من أجل الظفر بمقعد قبول والهروب من شبح البطالة وبراثن الفراغ منظر محزن ومؤلم بالتأكيد لا يشعر به أصحاب المكاتب الفخمة القابعون في نعيم التكييف أو من يتخذ القرار من مصيافه في أوروبا فما حصل لا يتطابق مع العيش الكريم ولا يتماهى مع أدبيات عهد رؤية 2030 ولا مع المساواة والعدالة الاجتماعية ولا مع بنود سياسة التعليم التي كفلت حق التعليم للجميع ولو كان هناك غرفة عمليات وشفافية لما حصل ماحصل. – تجربة القبول الموحد تجربة ناجحة في بعض الدول ونجحت في السابق عندما كانت لجامعات الرياض وهذا العام كان هناك فشل ذريع على الرغم من تعدد الجامعات ومن باب أولى أن تعدد الجامعات يسهل من عملية القبول كما وكيفا وتوزيعا، ولماذا لايعدل هذا النظام وتتلافى سلبياته ويعمم على مستوى المملكة فيخضع الجميع لقبول إلكتروني موحد ودون تدخل بشري يحقق المساواة للجميع. – دائما تتكرر عبارة "القدرة الاستيعابية للكليات الصحية محدودة" وأن مقاعد القبول بها محدودة بحجة التكلفة وقلة أعضاء هيئة التدريس وغيرها من الحجج على الرغم من أن حاجة الوطن في هذه التخصصات حاجة ملحة وماسة فإلى متى تتكرر هذه العبارة ومن يزود سوق العمل بهذه الكوادر وإلى متى سترددون هذه العبارة. – تم هذا العام قبول طلاب غير السعوديين وكان رد المتحدث الرسمي لوزارة التعليم ردا غريبا بقوله" إن ماتم قبوله من غير السعوديين لم يتجاوز 2% من إجمالي المقبولين" وكيف تحدد النسبة قبل إعلان عدد المقبولين الإجمالي فالنسبة رياضيا تحدد بعد القسمة على العدد الإجمالي فأتمنى من الوزارة توضيح طريقة استخراج هذه النسبة وأتمنى من الوزارة فهم قرار مجلس الوزراء الذي نص على أن لاتتجاوز نسبة غير السعوديين 5% فالقرار نص على ألا تتجاوز وليس أن يقبل 5%.ومنطقيا يقبل السعوديون ثم يحدد الإجمالي وعلى ضوئه تحدد النسبة ويفتح المجال لغير السعوديين وأتمنى من الجهات المختصة التحقق من الأرقام مع بداية العام الدراسي لأن القبول غير الآلي دائما يتحيز لغير السعوديين. – تفاوت النسب الموزونة من جامعة إلى أخرى تفاوت غير منطقي لأن الجامعات غير متكافئة وبالتالي منطق العدالة غير متوفر فمن يحصل على معدل 97 كمعدل موزون في منطقة بها جامعة ناشئة لا يوجد بها كلية طب يحرم من القبول في منطقة أخرى بحجة أن الأولوية لأبناء المنطقة أليس الجميع أبناء وطن واحد؟ ولماذا بعض الجامعات تطبق هذا المعيار على أبناء المنطقة وجامعات أخرى لا تطبقه أليس هذا تفاوتا في معايير القبول وبالتالي عدم تكافؤ فرص التعليم. – هل تتخذ الوزارة نفس المعايير مع الجامعات والكليات الأهلية التي تفرض على السعودي رسوم تتجاوز الخمسين ألف ريال عكس غير السعودي. – بعد دمج وزارة التعليم العالي مع وزارة التعليم ألا تعلم الوزارة عدد الخريجين المتوقع من المرحلة الثانوية والتخصصات المرغوبة ويتم التنسيق مع الجامعات لتلافي أزمة القبول المتكررة خاصة في التخصصات المطلوبة أم أن القبول أضحى مشكلة صيفية تتعارض مع إجازة مسؤولي. – أتفق مع القول أنه ليس شرطا أن يقبل الجميع في التعليم العالي لكن هذا الرأي مقبول إذا توفرت خيارات أمام خريج المرحلة الثانوية من معاهد وكليات مجتمع وتقنية وفتح المجال لتوظيف خريج الثانوية فأنتم من قلص الخيارات وعليكم قبول الطلاب في الخيار المتاح وخطة آفاق نصت على تخفيض القبول إلى 70% على عدة سنوات مع توفير البدائل وليس هذا العام. – مشكلة القبول في الجامعات هي نتاج سوء إدارة وتخطيط وغياب معلومات دقيقة أو عدم استفادة من المعلومات الإحصائية نأمل من معالي الوزير التدخل لحل الأزمة فليس هناك أخطر من إحباط من جد وتعلم اثني عشر عاما وصارع القياس والتحصيلي ووجد مكانه غريبا يلوح له ويقول بل شهادتك في الماء فليس كل صمت حكمة يامعالي الوزير. همسة : مولاي خادم الحرمين الملك سلمان حفظه الله ورعاه أنت أهل الكرم وأبناء وبنات الوطن يستحقون كرمك مشعل بن سلطان المحيا ماجستير في أصول التربية