أنجز مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض أرشفة جميع ملفات مرضاه النشطة والراكدة، وتحويلها إلى ملفات إلكترونية، والتي بلغ عددها أكثر من 112 ألف ملف طبي لمرضى نفسيين ومرضى إدمان من الجنسين، وبدأ تطبيق الملف الطبي الإلكتروني، وذلك بعد 8 أشهر من العمل المتواصل الذي بذله الفنيين في قسم السجلات الطبية. وأكد المدير التنفيذي للمجمع الدكتور محمد بن مشعوف القحطاني، أن هذا المشروع يعد أحد الإنجازات التي تحققت للمجمع، والتي شملت مشاريع خدمية وإنشائية تصب في صالح المريض". وقال: "يعد هذا الإنجاز الأول من نوعه في مستشفيات الصحة النفسية بوزارة الصحة، حيث سيسهم في سهولة الرجوع لملف المريض، عند الحاجة إليه، وبالتالي سرعة تقديم الخدمة التي يحتاجها". مبينا أن ذلك تحقق بعد توفيق الله ثم الجهود التي يبذلها العاملون في المجمع، وبدعم ومتابعة من المسئولين في وزارة الصحة، والشؤون الصحية بمنطقة الرياض. وأوضح مدير إدارة الصحة الإلكترونية هشام بن محمد الدريس أن عملية الأرشفة مرت بعدة مراحل بدأت الأولى في العام 2012م، والتي تم خلالها أرشفة الملفات الراكدة (التي مر عليها أكثر من 10 سنوات دون أن يقوم مرضاها بزيارة المجمع)، والمرحلة الثانية في عام 2014م وهي إكمال أرشفة بقية الملفات الراكدة. وأضاف أن المرحلة الثالثة شملت أرشفة الملفات النشطة التي ما زال أصحابها يزورون المجمع، وانتهت هذه المرحلة خلال هذا العام 2016م بعد 8 أشهر من العمل المتواصل، حيث تم تجهيز الملفات وفرزها ومسحها ضوئيا، وخضعت لمراقبة الجودة وتحسين المنتج، ومن ثم إتاحتها للاطلاع من قبل الفريق المعالج. وشدد الدريس على أن الملفات الطبية النفسية تختلف في طبيعتها عن ملفات المرضى في المستشفيات العامة، حيث إن جميع البيانات المكتوبة من قبل الفريق المعالج، ذات أهمية بالغة سواء القديمة أو الجديدة، وتخضع للسرية التامة، والرقابة والمتابعة. وبين مدير الصحة الإلكترونية أن عملية تطبيق الملف الإلكتروني ساهم في ضمان عدم فتح أكثر من ملف للمريض الواحد، والتي كانت صعبة الضبط في الملف الورقي، وكذلك عدم الحاجة لإرسال الملف من قسم السجلات الطبية إلى أقسام تقديم الخدمة، والذي كان يؤدي إلى تأخر تقديم الخدمة للمريض، وتعرض الملف للتلف، والأهم من ذلك زيادة المحافظة على سرية المعلومات التي يضمها الملف الإلكتروني. وأشار الدريس إلى أن تطبيق الملف الإلكتروني واجهته عدة تحديات منها أنه الأول من نوعه، ولا يوجد نماذج سابقة في الصحة النفسية، وكذلك الحاجة لإعادة ترتيب وفرز الملفات بالشكل المناسب للتحول الالكتروني، حيث أنه من المهم أن تكون عملية الاطلاع على الملف الإلكتروني سهلة وميسرة وسريعة ويراعى فيها الترتيب الزمني ومكان الخدمة. وذكر هشام الدريس أن الأرشفة الإلكترونية لم تكن الغاية من وراء هذا المشروع، وإنما التحول إلى الملف الطبي الإلكتروني بالكامل هو ما كان يهدف إليه المشروع، حيث تم البدء في إنشاء النماذج الإلكترونية، وذلك تمهيدًا للوصول إلى منشأة صحية "بلا ورق"، إذ تم تكوين فريق عمل لتحويل النماذج الورقية إلى النماذج الإلكترونية، والتي تم البدء في إطلاق عدد منها، حيث يعكف عليها مسؤول الملف الطبي الإلكتروني بالمجمع صالح المالكي. وأكد أن هذا الإنجاز تم بعد توفيق الله بأقل تكلفة وتجهيزات ممكنة حيث كان الدور الأبرز للقوى العاملة بقيادة قسم السجلات الطبية والتعاون من قبل إدارة التمريض والتي بذلت جهودًا كبيرة لإنجاحه، وسط متابعة لجنة السجلات الطبية، ودعم إدارة المجمع.