أدانت الهيئة الإسلامية العالمية للمحامين، بأشد عبارات الإدانة والاستنكار، التفجيرات الإرهابية الانتحارية التي حصلت قرب الحرم النبوي الشريف في المدينةالمنورة، ومدينتي جدة، والقطيف، والتي أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى والقتلى من حماة الوطن، نحسبهم عند الله شهداء. واعتبرت الهيئة هذه التفجيرات إرهابًا وإجرامًا منحرفًا في أقصى صوره، بعدما تجرأ الإرهابيون على محاولة النيل من الحرم النبوي الشريف وقدسيته، وفيه قبر رسول الله – صلى الله عليه وسلم، إذ نؤكد براءة الإسلام من هذه الأعمال الإجرامية التي تحصد الأرواح الآمنة وتسفك الدماء المعصومة، وقد بلغت جرائم هؤلاء حالة خطيرة؛ حيث لم يراعوا حرمة الزمان (شهر الله الحرام) ولا حرمة المكان (الحرم النبوي الشريف)، ولا حرمة الإنسان. كما تؤكد الهيئة أن مرتكبي هذه التفجيرات هم خوارج هذا الزمان، وأنهم دمروا بلاد السنة أينما حلوا، بل ووصل طغيانهم للتفجير والقتل قرب مسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم، كما دمروا مدن السنة بحماقاتهم، وقتلوا المصلين في السعودية والكويت، وفي اليمن، وسوريا، والعراق، وباكستان وغيرها من بلاد الإسلام والمسلمين. حيث تؤكد الهيئة تضامنها الكامل مع المملكة، في مواجهة الإرهاب، الذي يستهدف تقويض السلم الاجتماعي للمملكة، وخلخلة استقرارها، ومن ثم زعزعة موقفها المنحاز لقضايا الأمة الإسلامية. كما تدعو الهيئة إلى إقامة مؤتمر عالمي يجمع المحامين، وعلماء الدين، والسياسيين؛ لضرورة خلق إجماع لمواجهة الخطر الإرهابي المستشري، ومنع تسرب التطرفّ إلى أجيال المسلمين. إذ لتحذر الهيئة من استمرار الإرهاب في محاولاته الإنتهاكية المجرمة للمساس بالمسلمين، ومقدساتهم، ومشاعرهم، فهذا يؤدي إلى الفتن التي لا يعلم مداها إلا الله – عز وجل – لذا ينبغي تشديد تضافر كل الجهود والمساعي الدولية، من أجل القضاء على الارهاب بكل أشكاله سواء على يد تنظيمات متشددة منحرفة، أو أنظمة مستبدة، فجميعهم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة. وتطالب الهيئة الإسلامية العالية للمحامين دول العالم بأكمله للوقوف مع المملكة العربية السعودية في كل ما تتخذه من خطوات وإجراءات لمكافحة الإرهاب، والعمل على ضرورة اتخاذ مجموعة من الإجراءات المشتركة السريعة والقوية؛ للقضاء على هذه الآفة بشكل تام، وبما يضمن إعادة كامل الأمن والاستقرار إلى كل الدول العربية، وتخليص الأمة من جرائمهم. وتجدد الهيئة موقفها الثابت والقوي، وإصرارها على التصدي الحازم للدفاع بكل قوة، ولمن يسعى للعبث بديننا الحنيف، وقيمه الانسانية الحضارية، وأمننا واستقرارنا. وتتقدم الهيئة بخالص التعازي لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولحكومة وشعب المملكة، وأيضًا إلى عائلات الشهداء – إن شاء الله – الأبرياء، داعين الله – عز وجل – أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يحفظ مدينة نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – وبلاد الحرمين من كل سوء أو فتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرد كيد الخوارج في نحورهم.