التكنولوجيا أصبحت عنصراً أساسياً للكفيف والإدماج المهني مع معايير سهولة النفاذ المفروضة من الأممالمتحدة لحقوق ذوي الإعاقة على كبريات الشركات التقنية وصفحات الويب وأنظمة الحواسب والأجهزة الذكية. تحول الكفيف من النمط التقليدي السائد إلى عنصر فعال ومثقِّف حقيقي للمجتمع تجاه إمكاناته وأصبح يعمل بوظائف غير تقليدية ويتقلد المناصب بفضل التحول الجذري للتقنيات التعويضية والتي جعلته يبصر مالم يبصره من قبل. و أسفرت تكنولوجيا المعلومات خلال السنوات الماضية تطوراً ملاحظاً لعديد من البرمجيات ومن بينها صدور سلسلة من قارئات الشاشة والتطبيقات المساعدة سواء على الحواسب أو الأجهزة الذكية لتخدم الكفيف في تحويل المحتوى المرئي إلى محتوى منطوق فيما يجعله متصفحًا للإنترنت ويعمل على ملفات الأوفيس ويتخصص بمجال الحواسب ليطرق الكفيف أبواب البرمجة والعمل كمطور للتطبيقات. أحد تلك النماذج الكفيف "محمد سعد" الذي مارس الهندسة الصوتية والمنتاج وأخرج فيلم عصفورة، بالإضافة لكونه مشرفاً على إذاعة أنامل مبصرة وتدريبه للمكفوفين على استخدامهم للأجهزة الذكية والتصوير الفوتوغرافي وهو ما يزال على مقاعد الدراسة الجامعية. الكفيف اسحاق حرسي نموذج آخر خدمته التقنية بالعمل غير التقليدي بالقطاع الخاص، فقد عمِل في شركة قانونية مستلماً مهام السكرتارية فيها، لينتقل إلى إحدى شركات العلاقات العامة موظفاً في قسم التحرير، والآن مسؤولاً عن ذوي الاحتياجات بمكتبة الملك فهد ومدرباً معتمداً من إدارة التعليم. وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية "WHO" للعام الماضي، 15% من التعداد العالمي لديهم إعاقة، 285 مليون شخص لديهم إعاقة بصرية، 39 مليون شخص في العالم مكفوفون، وفي اليوم العالمي للتوعية بإمكانية الوصول ويجب أن يدرك الجميع أن السياسات الدولية تنص بأن من العدالة أن تتاح لمعلومات لكل فرد، وقد لا تكون متاحة للكفيف أحيانًا بسبب طريقة التقديم التي لم تعتمد على إمكانية الوصول، ووجب على الجميع التكاتف لتحقيق شعار الكفيف الذي يقول: إن كان العجز إنساناً لسحقته تكنولوجيا المعلومات.