كشفت شركة "فاير آي"، المتخصصة في مجال التصدي للهجمات الإلكترونية المتقدمة، عن نشاطات عصابة إلكترونية ذات قدرات تدمير عالية تعرف باسم FIN6. وقالت "فاير آي" أنه وفي العام 2015 قامت الشركة بدعم العديد من التحقيقات التي تبين من خلالها قيام عناصر من FIN6 باستهداف واختراق أنظمة الشراء الإلكتروني، ما مكنهم من السطو على ملايين الأرقام لبطاقات الدفع. وفي وقت لاحق، قامت العصابة ببيع أرقام هذه البطاقات في متجر سرّي مخصص لبيع البطاقات، وبالتالي فمن المحتمل أن تكون عصابة FIN6 قد حصدت مكاسب بمئات ملايين الدولارات، وفقًا للتقرير الذي نشرته الشركة. من ناحية أخرى, تعاونت "فاير آي" مع شركة iSIGHT Partners المتخصصة بالأمن الرقمي لتوحيد الجهود البحثية لتقديم نظرة شاملة ومبتكرة عن أنشطة عصابة FIN6. وقد أفضت هذه الجهود المشتركة إلى بلورة رؤية واضحة عن آلية عمل العصابة بدءاً من الاختراقات المبدئية للشبكة أو الأنظمة وصولاً إلى الطرق المستخدمة في تتبع شبكات الضحايا وبيع بيانات بطاقات الدفع المسروقة في الأسواق السريّة. وقد تم التوصل إلى أن البيانات المستولى عليها من ضحايا عصابة FIN6 قد تم بيعها خلال فترة تعود إلى العام 2014. مما يؤكد أن البيانات المسروقة قد انتهى بها المطاف إلى أيدي العاملين في مجال تصدير عمليات الاحتيال حول العالم, وذلك لأنهم يقومون بشراء أرقام بطاقات الدفع من المتجر السّري ويستغلونها لأغراض خبيثة. وسرعان ما بدأت البيانات المسروقة بالظهور في المحلات التجارية خلال ستة أشهر من تاريخ اختراقها من قبل عصابة FIN6. وفي حين أن حجم البيانات المباعة عبر المتجر السري قد تختلف من حيث طبيعة عملية الاختراق, إلا أنه، في بعض الحالات، قد تم التعرف في ذلك المتجر على أكثر من 10 ملايين بطاقة ذات صلة بعمليات اختراق ناشئة عن عصابة FIN6. وبعد أن تنشر تلك البيانات المسروقة, سرعان ما يتم شراؤها بهدف استخدامها لأغراض احتيالية. وبالإضافة إلى البيانات المرتبطة بعصابة FIN6، تمكن هذا المتجر من بيع بيانات مستولى عليها من ملايين البطاقات الأُخرى، والتي قد تكون مرتبطة باختراقات ارتكبها قراصنة آخرون وفق للبوابة العربية للأخبار التقنية. وترى "فاير آي" بأن قضية FIN6 تظهر طريقة عمل عصابات القراصنة في العالم الحقيقي، وتقدم لمحة وافية حول التفاصيل التقنية لعملية الاختراق، بالإضافة إلى العامل البشري أيضاً، وتحديداً، أسلوب التواصل بين مجرمي الإنترنت أو عصابات القراصنة، وكيف أنه ليست البيانات وحدها هي التي قد يتم تبادلها أو بيعها سراً، بل هناك أيضاً أدوات وبيانات تعريف شخصي وخدمات المساعدة في الدخول غير المشروع للحسابات. في تلك الحالة، تمكنت الجهود الموحدة لفرق العمل في فاير آي وشركائها من فك لغز نشاط البرمجية الخبيثة الرامية إلى سرقة بيانات بطاقات الدفع، بالإضافة إلى تقديم عرض مفصل عن ذلك النشاط بدءاً من مرحلة الاختراق الأولى وصولاً إلى تحويل البيانات المسروقة إلى نقود.