جاء إعلان المملكة الشهر الماضي بتقديم 1.5 مليار دولار لدعم التنمية في سيناء كمفاجأة للعديد من المراقبين الاقتصاديين الذين توقعوا تراجعا اقتصاديا واسعا في شبه جزيرة سيناء المصرية خاصة مع تصاعد المواجهات ضد الإرهاب هناك. لكن من يتتبع رؤية خادم الحرمين الشريفين الثاقبة للأمور يدرك حكمة هذا التصرف الذي يمثل صدمة للإرهاب الذي لا ينمو إلا في أجواء الخوف والفقر والجهل. فالدعم المقدم من المملكة لمشروع تنمية سيناء والذي أعلن عنه في مارس الماضي خلال الاجتماع الخامس للمجلس التنسيقى المصرى السعودى، الذي استضافته مدينة الرياض، سيسهم في مشروع تنمية شبه جزيرة سيناء، الذى تتولى القوات المصرية المسلحة تنفيذه، حيث يتضمن المشروع تنفيذ العديد من المشروعات بمحافظتي شمال وجنوب سيناء من بينها إنشاء طريق محور التنمية بشمال سيناء وأربع وصالات فرعية، وإنشاء عدد من التجمعات الزراعية و26 تجمعا سكنيا يشمل منازل ووحدات صحية ومدارس. لتواجه المملكة إرهاب سيناء بالتعاون مع مصر لتوفير مجمعات سكينة حديثة ومشروعات زراعية وطرق في امتداد للرؤية الحكيمة للمملكة التي تؤكد دائما أن المعركة مع الإرهاب تكون على جميع المستويات ماديا وعسكريا وفكريا وتنمويا، وهذا الإعلان ليس الخطوة الأولى من خادم الحرمين في مواجهة الإرهاب وعدم مصر لمواجهته بل سبقه بعدة أشهر موقف سيجله المصريون في صفحاتهم بأنه "موقف عظيم من حليف كريم" الإرهاب يضرب والمملكة تزيد الرحلات إلى شرم الشيخ وعندما انفجرت الطائرة الروسية وهي تغادر مطار شرم الشيخ المصري إلى مدينة بطرسبورغ الروسية نتيجة عمل إرهابي أثيم، ترددت أصداء انفجارها في دول العالم، تاركة السياحة المصرية تودع آخر آمال الانتعاش، ومهددة بحرمان مصر من أحد أهم موارد العملةالأجنبية الصعبة. وفيما سارعت دول العالم إلى شجب واستنكار الحدث، فإنها انكفأت على ذاتها متراجعة أمام التهديد الإرهابي الذي أطل برأسه في أهم مدينة سياحية عربية، حيث علقت روسيا وبريطانيا رحلاتها إلى شرم الشيخ، كما أعلنت شركتا لوفتهانزا الألمانية وإيرفرانس الفرنسية تجنب المرور فوق أجواء سيناء، وبدا أن العالم يتراجع في سيناء مخليا الساحة للإرهاب. ولكن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين كان لها موقف مختلف، حيث وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الخطوط الجوية العربية السعودية باستمرار تسيير رحلاتها إلى شرم الشيخ من الرياضوجدة دعما للسياحة في مصر، مؤكدا ثقته التامة بالأمن المصري والجيش المصري وحكومة مصر في حماية أمن واستقرار مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو ما مثل أكبر صدمة للإرهاب الذي أراد ضرب مصر فكان قرار خادم الحرمين يصب في عكس توقعاته. كما بادر حينها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بإجراء اتصال بهشام زعزوع وزير السياحة المصري أكد فيه ثبات مواقف المملكة الداعمة لاقتصاد مصر واستمرار نموها السياحي بما يحقق الازدهار لمصر وشعبها الشقيق. كما أعلن المهندس صالح بن ناصر الجاسر مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية، أن توجيه خادم الحرمين الشريفين باستمرار تسيير الرحلات الجوية إلى مدينة شرم الشيخ من الرياضوجدة، لدعم السياحة في مصر، دليل على حرصه على دعم الروابط الوثيقة بين البلدين الشقيقين وتعزيز العلاقات بينهما، وقال الجاسر إن "الخطوط السعودية تفخر بهذا التوجيه الكريم والقرار السديد، كما أعلن المهندس الجاسر أن "السعودية" اعتمدت زيادة الرحلات والسعة المقعدية ابتداء من شهر شباط (فبراير) 2016 بين كل من الرياضوجدة من جهة وبين شرم الشيخ بنسبة 75 في المائة.