فشل البرلمان اللبناني الأربعاء 23 مارس، في انتخاب رئيس جديد للمرة السابعة والثلاثين منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في مايو عام 2014 نتيجة الانقسام السياسي الحاد في البلاد. وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان تأجيل جلسة انتخاب الرئيس إلى يوم الاثنين في 18 ابريل بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني. ويتطلب انتخاب الرئيس حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب أي 86 من أصل 128 نائبا فيما اقتصر الحضور في جلسة اليوم على 63 نائبا. وينقسم البرلمان بين كتلتين كبيرتين هما قوى الرابع عشر من مارس بزعامة رئيس الوزراء السابق السني سعد الحريري وقوى الثامن من مارس بزعامة حزب الله الشيعي. ولا تملك أي من الكتلتين النيابيتين الغالبية المطلقة فيما الكتلة الثالثة الصغيرة المكونة من مستقلين ووسطين وابرز أركانها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط لا تملك قوة الحسم. وقال الحريري للصحفيين بعد تأجيل الجلسة "هذه الجلسة ال 37 لانتخاب رئيس جمهورية وقد أتينا لنمارس واجبنا الدستوري لانتخاب رئيس للجمهورية للاسف ما زال التعطيل مستمرا كما كنا نراه في كل مرة." أضاف "ان انتخاب رئيس للجمهورية هو الحل لكثير من الازمات التي نراها في البلد. غياب بعض النواب عن هذه الجلسة يبّين ان هناك من يريدون تعطيل رئاسة الجمهورية واستمرار هذا الموضوع غير مقبول." وأشار إلى أن "ما يهمنا ان ننتخب رئيس جمهورية ونفتح حواراً حقيقاً لنخرج البلد من المشاكل التي نعيشها والمخاطر التي نواجهها." ومنذ انتهاء ولاية سليمان يكرر حزب الله دعمه للزعيم المسيحي ميشال عون ويقاطع نوابهم حضور جلسات الانتخاب قبل الاتفاق على مرشح. وكانت قوى الرابع عشر من مارس أعلنت في البداية ترشيحها للزعيم المسيحي الآخر سمير جعجع. لكن أوراق الترشيحات اختلطت في الأشهر الأخيرة حيث تبنى جعجع ترشيح خصمه عون وأعلن الحريري المناهض للرئيس بشار الاسد ترشيحه لأحد أقطاب قوى الثامن من آذار سليمان فرنجية حليف حزب الله والصديق الوثيق للأسد. ورغم أنه أصبح هناك مرشحان من قوى الثامن من آذار بزعامة حزب الله إلا أن مصدرا سياسيا بارزا قال لرويترز "إن موقع الرئاسة سيبقى شاغرا لأشهر طويلة وخصوصا في ظل الخلافات الحادة بين إيران والمملكة العربية السعودية التي لها تأثير على لبنان والمنطقة." وإيران الداعمة لحزب الله على طرف نقيض مع المملكة العربية السعودية في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ خمس سنوات لكن العلاقات تدهورت في الأشهر الأخيرة مما يعكس تزايد العداء بين الرياض وطهران. ويلعب مقاتلو حزب الله الشيعي دورا حاسما في الحرب الأهلية السورية حيث يقاتلون إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد ضد مقاتلي معارضة تدعمهم دول خليجية عربية سنية وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى تركيا. وقال الحريري انه في حال حصول الحوار السعودي الايراني "لا شك ان الامور ستهدأ او تتحسن في المنطقة."