إن الكرة الأرضية على وشك العبور بين الشمس وكوكب المشتري، وهذا سيجعل المشتري في وضعية التقابل يوم الثلاثاء 8 مارس 2016 بسماء السعودية والوطن العربي. وأوضح رئيس الجمعية المهندس ماجد أبوزاهرة: أن المشتري سيكون في أقرب نقطة من الأرض ووجهه مضاء بالكامل بنور الشمس، وسطوعه يفوق أي نجم في سماء الليل، لذلك يمكن التعرف عليه بسهولة. هذه الظاهرة تسمى "تقابل المشتري" أي يقابل الشمس في سماء الأرض، وبسبب ذلك فإن المشتري حاليًا يشرق مع غروب الشمس، ويصل أعلى نقطة في قبة السماء عند منتصف الليل، ويغرب مع شروق شمس اليوم التالي. كوكب المشتري يصبح في التقابل كل حوالي 13 شهرًا، وهذه هي الفترة التي تستغرقها الأرض لتدور مرة واحدة حول الشمس بالنسبة لكوكب المشتري. في العام الماضي 2015 وقع المشتري في التقابل في 6 فبراير، وفي العام المقبل 2017 سيكون في 7 إبريل. وفي العادة تكون أقرب مسافة بين الأرض والمشتري خلال العام في وقت حدوث تقابل الكوكب، وفي العام الحالي 2016 سيقع المشتري في أقرب مسافة من الأرض في يوم التقابل، حيث سيبعد مسافة 664 مليون كيلومتر من الأرض. لذلك يمكن رؤية المشتري حاليًا في أي وقت من الليل، حيث يرصد كنجم أبيض ساطع للعين المجردة بالأفق الشرقي بداية الليل، وعند منتصف الليل يرصد عاليًا في أعلى السماء، وفي فجر اليوم التالي يقع منخفضًا نحو الأفق الغربي، هذه الحركة الظاهرة للكوكب في قبة السماء نتيجة لدوران الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق. ومن المعروف أن المشتري يطلق عليه في بعض الأحيان تسمية "النجم العاجز".. لأنه يمتلك مكونات النجوم ولكن حتى يحدث فيه تفاعلات حرارية نووية يجب دمج 80 كوكبًا مثل المشتري على الأقل ليصبح ضخمًا كفاية ليشتعل مثل النجوم. وعلى الرغم من ذلك، فإن المشتري أكبر وأضخم كوكب في نظامنا الشمسي، ولذلك فبعد غروب الشمس خلال ليالي شهر مارس، يمكن أن نتخيل المشتري البراق كشمس صغيرة طوال الليل. جدير بالذكر، أن هذا التوقيت يعتبر مثاليًا لرؤية وتصوير كوكب المشتري وأقماره، فبواسطة المنظار الثنائي العينية يمكن رؤية أقمار المشتري الأربعة الكبيرة بسهولة، حيث تظهر مثل نقاط براقة إلى جانب الكوكب، ومن خلال تلسكوب متوسط الحجم يمكن رؤية بعض تفاصيل أحزمة غيوم المشتري.