لايزال مسلسل الخسة والغدر الذي يمارسه فروخ داعش تجاه أقاربهم وأصحابهم يتواصل فيتصاعد عفن مشاهدهم الدنيئة ليزكم الأنوف ويلوث الأخلاق، بينما يظل هذا المرض السرطاني الخبيث ينتشر في جسد الأمة ويعبث بالعقول ويدمر الأسر ويفرق بين الأخوة والأحباب. لقد كانت صفة الغدر لدى العرب في الجاهلية صفة ذميمة ومحتقرة ممقوت صاحبها فما بالك بالإسلام الذي حث على مكارم الأخلاق ودعا إليها، ففي الوقت الذي كان فيه العربي الجاهلي عابد الأصنام يربأ بنفسه عن صفة الغدر ويأنف أن يتصف بها بين قومه نجد أن هؤلاء الأنذال قد جعلوا من هذه الصفة عنواناً لأفعالهم الإجرامية واتخذوها كأسلوب حياة يقتاتون عليها صباحاً ومساء ويمارسونها بكل بجاحة وصلف تجاه أقربائهم وأبناء عمومتهم ويفخرون بذلك وكأنهم امتلكوا ناصية المجد. لقد حطم هؤلاء المجرمون كل أسوار المروءة العربية وتجردوا من كل فضيلة إسلامية بل لقد تجاوزوا في لؤمهم وغدرهم كل معاني الشرف والإنسانية، فأصبحوا كمصاصي الدماء وأكلي لحوم البشر. وأمام هذه الجرائم البشعة التي يرتكبها هؤلاء الأوباش بحق الأقرباء فإن من حقنا أن نتساءل من اقنع هؤلاء ياترى بأن الطريق إلى الجنة لايمر إلا على جثث المسلمين؟ فهذا نوح عليه السلام كان ابنه كافراً ولم يقتله، وهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام كان أبوه كافراً ولم يقتله، وهذا قدوتنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان عمه كافراً ولم يقتله أيضاً، فمن أين أتى هؤلاء الغادرون بأفكارهم ومعتقداتهم الإجرامية؟ إن الهدف من وراء هذه الممارسات الغادرة التي يمارسها أفراد هذا التنظيم الخبيث هو القضاء على بنية الأسرة المسلمة المتماسكة وزرع الفرقة والحقد والكراهية بين أفرادها لتعيش الأسر في توجس دائم تجاه بعضها البعض مما قد يؤدي لاقدر الله إلى إيقاد نار الفتنة بين الإخوة والأقارب وأبناء العمومة في ظل انعدام الثقة بينهم وتشكيك كل واحد منهم بالآخر. لقد أصبح أتباع هذا التنظيم يمارسون غدرهم وخستهم بشكل مضطرد وبأساليب متعددة وبمنهجية تقوم على الغدر واللؤم والخداع وذلك في سبيل السعي لتفتيت المجتمع وهدم كيانه والعمل على تفريق كلمته وزرع الفتنة بين أفراده. ومما لاشك فيه فإن إيقاف هذه الذئاب المسعورة وكشف تلك الأفكار النتنة وحماية الوطن من شرور وعبث هذه التنظيمات الخبيثة لن يتأتى إلى بالتكاتف والتعاون بين كافة مؤسسات المجتمع بدأً من اللبنة الأولى في المجتمع ألا وهي الأسرة إضافة إلى مؤسسات التنشئة الأخرى كالمدرسة والمسجد والمؤسسات الاجتماعية والإعلامية والعمل سوياً على فضح هذا الفكر وعدم التهاون في الإبلاغ عن المنتمين له أو المتعاطفين معه فهم في حقيقة أمرهم ليسوا إلا مشاريع قادمة للقتل والتفجيروالغدر.