إن الآباء ليسوا مكلفين شرعاً بفرض آرائهم على الأبناء الراشدين.ورفض خلال حديثه في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية، تحميل الوالدين أو العائلة المسؤولية عن انحراف بعض الأبناء ذكوراً أم إناثاً، مشيراً إلى أن الأنبياء والأئمة لم يكونوا في منأى عن انحراف بعض أبنائهم. وحثّ الآباء على معرفة حدود سلطتهم على أبنائهم الراشدين على النحو الذي لا يتجاوز بذل النصيحة والإرشاد وواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، "إلى هنا وتنتهي مسؤوليتهم، حيث إن حدود صلاحية الآباء على الأبناء محصورة في الإرشاد والتوجيه بمعزل عن أي فرض أو إجبار حتى لو رفض الأبناء الاستجابة. وتابع: إن مسؤولية الوالدين تقتصر على بذل قصارى الجهد في تربية وإصلاح الأبناء حتى يكبروا، فإن انحرفوا بعدها فلا عتب على الآباء. ومضى في القول: إن الله لا يريد هداية وصلاح الإنسان بالإجبار لا من قبله تعالى، ولا بواسطة الأنبياء، ولا من خلال الآباء. واستيحاءً من قصة انحراف ابن نبي الله نوح، تابع الشيخ الصفار: لا ينبغي على أفراد المجتمع تحميل الوالدين أو العائلة المسؤولية عن انحراف بعض الأبناء ذكوراً أم إناثاً. وأضاف: إن كبار أئمة الإسلام كذلك لم يكونوا في منأى عن انحراف بعض أبنائهم عن الجادة. وأوضح أن هذا إثبات على أن الأنبياء والأئمة أنفسهم لم يكونوا مكلفين بإجبار أبنائهم على الهداية والصلاح متى ما اختاروا الانحراف مسلكاً. وشدد بالقول أنّ على الآباء أن يعرفوا حدود سلطتهم على أبنائهم، إن على صعيد الواجبات الدينية أم الأعراف والتقاليد الاجتماعية، أو بإلزام الأبناء بأنماط معينة من سبل العيش والزواج.وتابع أنه لا يحق للآباء إلزام أبنائهم الراشدين بالتنازل عن رغباتهم الخاصة في تحديد مستقبلهم وطريقة حياتهم لصالح رغبات الوالدين.