الدوحة – باريس – الوئام – متابعات: قال باحثون ومتابعون لمسار العلاقات الفرنسية القطرية، إن هذه العلاقات شهدت تطورا لافتا في الفترة الأخيرة، وذلك بعد ما حفز الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الدور الذي لعبته قطر ومحاولاتها لفت الأنظار من خلال دورها في الوساطة لحل بعض النزاعات الإقليمية. وتعزز هذا التقارب أكثر مع بداية الحرب في ليبيا بين كتائب القذافي والثوار الليبيين، حيث لعبت قطر دورا محوريا تمثل في تحركها لإقناع المجتمع الدولي بفرض حظر جوي على القذافي، واعترافها بالمجلس الانتقالي المدعوم من فرنسا، وما تلا ذلك من تحركات دبلوماسية متلاحقة، مدعومة بتغطية إعلامية كبيرة من خلال قناة الجزيرة واسعة الانتشار، التي تنظر إليها فرنسا كأهم وسيلة إعلام عربية. واستضافت قطر هذا الأسبوع ثالث اجتماع لوزراء خارجية دول التحالف المشاركة في العملية العسكرية في ليبيا بتفويض من الأممالمتحدة. وهو الاجتماع الأول الذي يعقد على أرض عربية بعد اجتماعين في باريس ولندن. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسي عربي كبير غير قطري يقيم في باريس قوله “شغلت فرنسا دوما مكانة متميزة في قائمة أولويات قطر في أوروبا وطورت (قطر) علاقات طيبة للغاية مع المؤسسة السياسية الفرنسية” حسب تعبيره. وكانت قطر أول دولة عربية ترسل طائرات عسكرية للمساعدة في فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا الأمر الذي منح الحملة العسكرية التي قادتها فرنسا غطاء سياسيا عربيا مهما. وفي عملية ذات مغزى أعلنت فرنسا عن الأمر في مؤتمر صحفي مشترك لوزيري دفاع البلدين. وأرسلت باريس طائرات ميراج إلى جزيرة كريت اليونانية لتحلق إلى جانب طائرات الميراج القطرية. وتعود العلاقات بالنفع على الجانبين إذ تتيح لباريس الاستفادة من القوة الاقتصادية الكبيرة لقطر وتسمح للدوحة بتوسيع نفوذها الدبلوماسي باستخدام باريس كقناة لتحيق أجندتها السياسية.