في مقال سابق لوزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، عنوانه: "اختبارات قياس وخطرها على التعليم" صحيفة الحياة المؤرخ بالأربعاء 30 نيسان 2014م: المقال جميل في سرده ويتضح أنه بفكر "خبير تربوي" حقيقي باخص للميدان من داخله، وكان يتحدث في وقته عن مشاكل الميدان ومعاناته مع قياس تغير الحال، فأصبح كاتب ذاك المقال هو المسؤول عن التعليم، ومن الذين يملكون قرارات التغيير لما نادى به وهو بعيد عن كرسي الوزارة، ومن المسلمات البديهية أن كل إنسان قال رأياً ومن ثم أصبح بموضع القرار "منه" فإنه سيطالب من قبل المراقبين تحقيق ما طالب به سابقاً وسيكون على المحك، لا شك، ولأن هذا الوزير مهتم بالتربية والتعليم بالدرجة الأولى بحكم تخصصه فإنه من الطبيعي أن تكون مقالاته وتأليفاته في مجال تخصصه.. وهاهو يرأس وزارة بمجال هذا التخصص. لنعد لمقال الوزير: عنوان المقال "اختبارات قياس وخطرها على التعليم" عنوان كافٍ لمعرفة توجه الرجل نحو هذا المدعو "قياس" مع العلم أنه كتب المقال قبل أن يتم "دمج الوزارتين"، ولذلك أصبح الآن محاكمة المقال وصاحبه "أكثر دقة ومحاسبة من ذي قبل فكاتب المقال (وزير تعليم حالي) على وزارتين تلعب قياس دوراً مهماً فيهما فالجامعات: لا تثق بمخرجات نفسها "ولا بمخرجات وزارة التعليم"، على الرغم أن من يدرس أولئك الطلبة الذين سيتجهون إليها لاحقاً هم خريجوها!! والتعليم العام لا يثق بمخرجات الجامعات للمعلمين الذين تنتقيهم "وزارة التعليم" من خلال اختبارات "قياس" بمعنى "كل جهة تشكك بمخرجات الأخرى ولا تثق بها" الآن أصبحا "مركباً واحداً بقائد واحد"! لست بصدد ذكر مساوئ قياس فمقال الوزير كفى ووفى والكل يجمع على سوءه، لكن سأتحدث من خلال ما رأيت من تقريب للوزير لرئيس مركز قياس ودعوته في جائزة تميز الوزارية، فمن حق كل متابع أن يتساءل بكل شفافية: هل تقريب الوزير مسؤول قياس منه يعني اعترافاً منه بأنه أخطأ بمقاله السابق عن قياس وبأنه خطر على التعليم؟ وأن تقريبه له هو نوع من الانقلاب على رأيه السابق عن قياس وهذه الدعوة إنما هي نوع من تقديم الاعتذار بشكل غير مباشر؟ وأنها بداية شهر عسل بين كاتب مقال "اختبارات قياس وخطرها على التعليم" من واقع المسؤولية الآن، وبين رئيس مركز قياس؟ لا أحد يقرأ النوايا، وليس لأحد إلا الظاهر، وإذا علمنا أن الأصوات تتعالى لإلغائه فإن الجميع يراقب باستغراب تلك الدعوة وهذا التقريب ! ولن يطمئن الميدان شيء سوى السعي الحثيث من قبل الوزير لتطبيق رأيه عن قياس والمطالبة بالغائه فميدان التعليم كاملاً الآن بقبضة الوزير التربوي، وآمال الميدان معلقة بإصلاحاته بعيداً عن قياس وشكوك الوزارتين بمخرجات بعضهما إذا علمنا أنه لم يطرأ شيء على خطورة قياس التي أقرها الوزير بمقاله الذي سبق توزيره بنحو العام الواحد فقط. فهل نرى رأي الوزير قبل أن يتولى الوزارة حقيقة مشاهدة بإلغاء قياس عن التعليم؟ أم أن الحديث قبل المسؤولية يختلف (عنه) بعدها؟ لننتظر ونرى لنحكم.