شهدت الأردن في السنوات الأخيرة تزايداً كبيراً في أعداد النازحين الهاربين من جحيم الحروب من العراق وسوريا وبعض الدول العربية الأخرى التي تشهد صراعات سياسية. ولأن الأردن الشقيقة من الدول التي تملك اقتصاداً متوسطاً وتندرج تحت مظلة الدول التي تعاني من الفقر ومشاكل البطالة، اتخذ العديد من هؤلاء النازحين وبعض المواطنين الأردنيين من السحر والشعوذة وسيلة لكسب المال. وأصبحت ظاهرة منتشرة في كل أنحاء الأردن، واستخدمت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة للترويج لأعمال السحر والشعوذة واستهداف المواطن الخليجي في الدرجة الأولى واستنزاف أمواله واستغلال من يعانون من مشاكل أسرية وإيهامهم بالحلول السريعة لهذه المشاكل، فأصبح السفر إلى الأردن من أجل الحصول على الحلول ظاهرة منتشرة بين المواطنين الخليجيين تحتاج إلى تدخل سريع من الجهات الحكومية في دول مجلس التعاون الخليجي؛ للحد من هذه الظاهرة التي تستنزف أموال المواطن الخليجي، وتهدف نشر السحر والشعوذة في المجتمع الخليجي. حيث ذكرت إحدى السيدات – فضلت عدم ذكر اسمها – : عدم إنجابي لطفل منذ أكثر من 8 سنوات دفعني إلى اللجوء إلى مشعوذ يدعي قدرته على حل مشاكل الإنجاب في مدينة اربد الأردنية عن طريق إحدى مواقع التواصل الاجتماعي، قمت بالتردد عليه لمعرفة سبب تأخر الحمل، ودفعت الآلاف من أجل بصيص أمل في الإنجاب، سمعت عن فلان وتعالجت لدى علان، ولكن النهاية واحدة أدوية وتمائم وطلبات تعجيزية وغريبة لا فائدة منها تذكر سوى الضحك على الذقون والنصب والاحتيال على ضعفاء النفوس من أمثالي. ويقول السيد ح. م المتزوج من اثنتين عندما أذهب إلى عملي لا أطيق العودة إلى المنزل، وأشعر أن البيت ثقيل ولا أتحمله، ويوضح عندما أذهب إلى زوجتي الثانية أشعر بدوار في الرأس وكأن الدنيا مظلمة، وعندما أخبرت زوجتي الثانية أكدت لي أنها مجرد خزعبلات وأوهام شيطانية، وعلى الرغم من ذلك وما يحدث لي فقد تأثرت علاقتي بزوجتي الثانية، وبدأت الأمور تسوء بيني وبينها، وبعد السؤال والتحري يقول: وجدت أن الزوجة الأولى كثيراً ما تأتي إلى باب البيت وترمي أشياء بيضاء وعند مواجهتي لها نفت ولكن إحدى بناتي أكدت لي أن والدتهم تواصلت مع أحد المشعوذين سوري الجنسية في الأردن الشقيقة، بعد أن ظهر على إحدى القنوات الفضائية. علماً بأن القوانين الأردنية الصارمة تعاقب على امتهان وممارسة السحر والشعوذة بأقصى عقوبات الحبس بدءاً من الحبس 3 سنوات وانتهاء بالتغريم المادي والمالي، وتقوم الأجهزة الأمنية الأردنية بنشر فرق خاصة مهمتها تعقب المشعوذين والسحرة الذين يعلنون عن أنفسهم في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال التخفي أو جمع المعلومات ومداهمتهم والقبض عليهم وتطبيق الأنظمة والقوانين بحقهم.