وافق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – على إطلاق "برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية"، ويحمل البرنامج رؤية القائد الحكيم؛ لما تمثله تنمية وتطوير الموارد البشرية في المؤسسات الحكومية من أهمية قصوى وركن رئيس لرفع جودة الأداء وزيادة الإنتاجية وتحقيق الأهداف. والمتتبع للتطورات العالمية في الأنظمة الإدارية والمالية يجد أن الاهتمام برأس المال البشري يمثل أصلا من أصول المؤسسات والشركات، بل إن أهميته تفوق أهمية الأصول المادية بكثير، وخصوصاً في ظل التحول نحو الاقتصاد القائم على المعرفة، والذي ينظر إلى رأس المال البشري كمنتج للمعرفة. ويهدف البرنامج إلى رفع جودة أداء الموظف الحكومي وإنتاجيته في العمل وتطوير بيئة العمل، ووضع السياسات والإجراءات الواضحة لتطبيق مفهوم الموارد البشرية، وإعداد وبناء قيادات الصف الثاني. وتحول المؤسسات الحكومية نحو تنمية الموارد البشرية يحقق العديد من المزايا والأهداف والمكتسبات للمؤسسة وموظفيها (العميل الداخلي) من رفع مستوى الأداء، وزيادة الإنتاجية، وتبسيط إجراءات العمل، والعمل بروح الفريق الواحد، وتحقيق أيضاً مكتسبات (للعميل الخارجي) من إنجاز المعاملات بشكل قياسي وتطوير الخدمات وتحسينها، وتحقيق رضا المستفيد، والأهم تقليل الهدر المالي والبشري والزمني، وتوفير التكاليف وتوجيهها التوجيه الصحيح. وتعتبر إدارة الموارد البشرية من أهم الوظائف الإدارية التي تشتمل على عدد من الأنشطة والوظائف للمؤسسة منها: الاختيار والتعيين والتوظيف، تنظيم الهيكل الإداري، التدريب والتطوير، تقييم الأداء، تخطيط المسار الوظيفي، نظام الحوافز وغيرها من الوظائف والتي في مجموعها تشكل العمود الفقري للمؤسسة. فإدارة الموارد البشرية لها عدد من الخصائص والمزايا أهمها: – إعداد العنصر البشري إعداداً صحيحاً يتفق مع احتياجات المجتمع ومتطلباته. – استثمار قدرات ومهارات العاملين بالمؤسسة وتوظيفها التوظيف الأمثل الذي يسهم في تحقيق أهداف الأفراد والمؤسسة، من خلال وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. – رفع مستوى مهارات وخبرات الموظفين عن طريق التدريب الملائم لنوعية العمل وطبيعته. – تبسيط إجراءات العمل وفق خطط وأهداف محددة. – زيادة المعرفة والمهارات للقوى العمالة القادرة على العمل في جميع المجالات والتي يتم اختيارها في ضوء ما يجري من اختيارات مختلفة. – توصيف العمل وفق أسس علمية واضحة يستطيع الموظف من خلالها أداء العمل بكفاءة وجدارة عالية. – ضمان عدم تداخل الأعمال وتشعبها وتعقدها، وبالتالي ستكون خطوط العمل واضحة ومحددة وفق إجراءات ميسرة. – يسهم في تحديد احتياجات المؤسسة الحالية والمستقبلية من الموارد البشرية اللازمة للقيام بالأعمال والمهام والوظائف. – يحقق طموحات وتطلعات الموظفين ورغبتهم في التطوير والتحسين المستمر. – تقييم الأداء يكون مبنيا على أسس ومعايير واضحة ومحددة تسهم في تعزيز نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف. – التنسيق والتكامل والترابط بين الإدارات والأقسام في المؤسسة، وبالتالي يقضي على الازدواجية والتكرار والروتين الممل. ستظل تنمية الموارد البشرية تطوراً نوعياً وكمياً في عالم المال والأعمال، وتحولاً استراتيجياً في المؤسسات الحكومية. فتنمية الموارد البشرية تعني فعالية أعلى وكفاءة أفضل