اكد أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، إن الدولة تستثمر أكبر من ربع مواردها في التعليم وما ذلك إلا لإيمانها في أهميته ودورة في تنمية المجتمع واقتصاده وحضارته بشكل عام جاء ذلك خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الثاني للقياس والتقويم, مساء الثلاثاء الذي ينظمه مركز "قياس" تحت عنوان "قياس نواتج التعلّم"، وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتننتال بالرياض. وفي بداية الحفل ألقى رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم الأمير د. فيصل بن عبدالله المشاري آل سعود كلمة قال فيها : كم هي سعادتي أن أقف هذه الليلة متحدثاً في مناسبة المؤتمر الدولي الثاني ومناسبة جائزة قياس، وحضوركم جميعاً ومشاركتكم المركز هذه الليلة بدءاً بأمير عاصمة بلاد الخير والمحبة والسلام. أمير الثقافة والمعرفة والانصاف والعدل وحضور أهل العلم وأساتذته وطلابه وطالباته ومعلميه ومعلماته وعلى رأسهم وزير التعليم، ومن بينهم علماء وأساتذة فضلاء من أنحاء المعمورة. إن حضوركم ومشاركتكم تاج على رؤوسنا في المركز الوطني للقياس والتقويم، فلكم جميعاً منا الشكر والعرفان. وأضاف : إن هذا المركز الذي يبلغ من العمر (15) عاماً يواجه تحدياً كبيراً يتمثل في صعوبة عمله كونه يتعامل مع قياس الإنسان الذي قد ينظر إلى القياس بأنه تشكيك في قدراته أو مهاراته أو تحصيله. إنه عمل دقيق وحساس كونه يقيس أشياء غير محسوسة ويحولها إلى أرقام محددة مفهومة، ومع هذه التحدي فالمركز اليوم يقدم أكثر من 86 اختباراً ومقياساً مختلفاً تصدر منها عشرات النسخ كل عام. وأوضح المشاري أن المؤتمر الدولي الثاني يناقش قياس نواتج التعلم والذي يحظى بعناية عالمية فائقة، لكنه في الوقت نفسه، يعتريه اختلاف في الرؤى حول طريقة تناوله وانعكاسات قياساته على الواقع العملي، مضيفاً أن المؤتمر سيناقش التجارب وسيعرض النظريات، وسيتاح مناقشة المشروع الوطني لقياس مخرجات التعليم العالي والذي ينبع من حرص الوزارة على إيجاد معلومات ومؤشرات وشواهد حول جودة برامج التعليم العالي ونواتجها، والذي سينتج عنه قريباً بإذن الله مؤشر الجامعات السعودية الذي يوفر معلومات دقيقة عن نواتج التعلم في برامجها المختلفة, وأكد أن البذل السخي الذي تقدمه الدولة والجهود التي تقوم بها مؤسسات التعليم لا بد أن تنتج مخرجات جيدة بجودة عالية. من هنا كانت أهمية قياس نواتج التعلّم للتأكد من هذه الفرضية. وتابع أن المؤتمر سيشارك فيه أكثر من70 باحثاً ومتخصصاً من خلال 66 محاضرة عامة ومتزامنة. و 6 ورش تدريبية خلال أربعة أيام، وسجل للمشاركة والاستفادة من هذا المؤتمر اكثر من 2000 مشارك من عدد من الدول العربية والأجنبية. وقدم سموه التهنئة للفائزين والفائزات بجوائز قياس لهذا العام، داعياً لهم ولزملائهم بالتوفيق والمزيد من النجاحات والتميز وأن يكونوا لبنات بناء متينة ونظِرة في صرح بلادنا خاصة وفي الأرض عامة. كما قدم التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده وولي ولي العهد – حفظهم الله- بما تحقق لبلادنا من إنجازات على عدة مستويات وفي أكثر من مجال. وقدم رئيس المركز شكره وتقديره لوزير التعليم على دعمه ومؤازرته وهو الذي يؤكد لنا دائماً اهتمامه بمصالح الناس والتسهيل عليهم دون الإخلال بالجودة والعدالة. فيما قال راعي المؤتمر الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض خلال كلمته : أبارك لبلادي هذا المستوى المشرف الذي وصلت إليه في مجالات عدة ومنها مجال التعليم. وأقدر الدعم الكبير واللامحدود الذي تقوم به الدولة رعاها الله وعلى رأسها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، للتعليم ولتنمية بلادنا العزيزة. وتابع إن الدولة تستثمر أكبر من ربع مواردها في التعليم وما ذلك إلا لإيمانها في أهميته ودورة في تنمية المجتمع واقتصاده وحضارته بشكل عام. وأضاف أن هذا المؤتمر الدولي المتخصص بالقياس والتقويم والذي يناقش في دورته الثانية قياس نواتج التعليم حيث تنبع أهمية الموضوع من ناحيتين: أولهما: أهمية القياس والتثبت وإيجاد الشواهد لنواتج التعلم فكما هو معلوم ومشهور أن ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته والتحكم فيه. وثانيها:أهمية نواتج التعلم كونها تعطي الهدف والمحصلة من برامج التعليم ومن تفاعل المعلم والمتعلم والبيئة التعليمية. كما أشاد بما وضعه المركز من أهداف وما خطه من رسالة تهدف للمساهمة في تحقيق العدالة والجودة، وما يقدمه من جوائز تشجع التميز والمتميزين من أفراد ومؤسسات. وهنأ الفائزين والفائزات من الطلاب والطالبات والمدارس الفائزة هذا اليوم بجائزة قياس للمدارس المتميزة كما هنأ الفائز بجائزة التميز العالمية في المجال البحثي المتخصص. وقدم الشكر لوزير التعليم الدكتور عزام الدخيل وسمو الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للقياس والتقويم الدكتور فيصل بن عبد الله المشاري آل سعود على إقامة هذا المؤتمر الدولي المتخصص بالقياس والتقويم. بعد ذلك سلم راعي الحفل الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض ومعالي وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخّيل وسمو رئيس المركز جوائز التميز لهذا العام للطلاب والطالبات المتميزين الحاصلين على أعلى الدرجات في اختباري القدرات العامة والتحصيلي اللذين أجراهما المركز في العام السابق من خريجي الثانوية (بقسميها العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية). كما تم تكريم المدارس الفائزة بجائزة قياس للتميز بدرع تميز لخمس مدارس بنين هي : ثانوية الفلاح الأهلية بمكة المكرمة, وثانوية دار العلوم في صفوى بالمنطقة الشرقية, وثانوية الظهران (مقررات ) بالخبر, وثانوية الظهران الأهلية (مقررات ) بالخبر, وثانوية مجمع صالح الراجحي لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض, أما مدارس البنات الحاصلات على درع "قياس" للتميز فهي : ثانوية مدارس الظهران الأهلية (مقررات ) بالظهران, والثانوية الأولى بالرياض, والثانوية الثامنة ( مقررات ) بالقطيف, والثانوية الأولى لتحفيظ القرآن بالدمام, والثانوية السادسة لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض, كما تم تقديم "وسام" التميز للمدارس التي تميزت على مدى ثلاثة سنوات، وحصلت على وساماً منح لها العام الماضي, وحافظت على تميزها وحصلت أيضاً على الوسام للمرة الثانية على التوالي وهي : ثانوية الجامعة الأهلية بمدينة الخبر "بنين"، وثانوية دار الحكمة بالقطيف "بنين"، وثانوية نجد الأهلية بالرياض "بنين"، وثانوية الجامعة الأهلية بمدينة الظهران "بنات"، وثانوية تحفيظ القران بالهفوف "بنات". بعدها تم تسليم جائزة قياس للتميز البحثي والتطوير والتي منحت للأستاذ الدكتور جورج إنجلهارد (الابن)، وبعد ذلك قدم رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم درع لراعي الحفل، و درع للشريك الاستراتيجي والرعاة الذهبيين، وبعد انتهاء الحفل، بدأت محاضرة بعنوان: التعليم المبني على النواتج: نظرة تحولية، قدمها الأستاذ الدكتور وليام سبيدي في القاعة الكبرى للرجال، وتم نقلها مباشرة للنساء في القاعة المستديرة، ورأسها د. علي بن عبد الخالق القرني.