لن أتحدث في هذا المقال عما يحدث في وقتنا الحاضر من الجرأة على سفك الدماء المعصومة وقطيعة الأرحام والتعدي على الأقارب وتعنيفهم بما قد يصل إلى مرحلة القتل في أحيان كثيرة، فهذه قضية كبرى تحتاج إلى مناقشتها على مستوى مؤسسات المجتمع المختلفة وتشخيصها من قبل جهات الاختصاص سواء كانت جهات أمنية أو ثقافية أو تعليمية أو اجتماعية وهي قضية جديرة بالاهتمام والمتابعة والبحث لها عن حلول عاجلة قبل أن تستشري داخل نسيج المجتمع وتصبح ظاهرة اجتماعية مقلقة. ولكن ما سأتحدث عنه هنا هو ذلك العمل البطولي والإنساني الذي قامت به الممرضة أريج القحطاني حين أسهمت بعد مشيئة الله تعالى في إنقاذ حياة شخص مصاب بطلق ناري في أحد الأسواق التجارية بمدينة الرياض، فمثل هذه العمل هو الذي يستحق أن نتحدث عنه وأن نثني عليه، ونحن هنا لا نمجد الأشخاص بقدر ما نمجد ونفتخر بالأعمال الرائعة التي قام بها هؤلاء الأشخاص والتي نتمنى أن تصبح مثالاً يحتذى من قبل أفراد المجتمع. هذه الفتاة الشجاعة هي إنسانة قبل أن تكون اختصاصية تمريض وما حدث أمامها من تعرض أحد المتسوقين لإطلاق نار بحيث أصبحت حياته في خطر استثار في داخلها نوازع الدين والإنسانية والنخوة والشهامة إضافة إلى ما تمليه عليها أدبيات المهنة وواجباتها كممرضة لكي تقوم بدور المسعف لهذا المصاب، فضربت بذلك أروع الأمثلة في إنقاذ حياة هذا الشاب بعد مشيئة الله ولم تكتفِ كغيرها بالتحلق حوله ومشاهدته وهو ينازع الروح أو الهروب من مكان الحدث كما فعل الآخرون، بل هرعت تمارس مهامها معتمدة على الله قبل كل شيء ثم على مهنيتها وبراعتها في مجال التمريض والإنقاذ. وبما أن هذا الحدث كان حدثاً مفاجئاً لأريج ولغيرها من المتسوقين فهي وبكل تأكيد لم تقم بهذا العمل الإنساني أملاً في الحصول على عائد مادي أو معنوي وإنما قامت به تلبية لواجبها الإنساني والطبي، فقدر الله أن يكون لهذا العمل الجليل صداه لدى قادتنا الكرام والذين لا يتورعون عن تقدير أي جهد أو عمل بطولي يقوم به أحد أبناء الوطن حيث صدر أمر صاحب السمو الملكي وزير الحرس الوطني بأن يتم تعيين أريج في أحد مستشفيات الحرس الوطني بالمملكة تحفيزاً لها وتقديراً لما قامت به من عمل إنساني شجاع. شكراً أريج فقد ضربت بعملك هذا أروع الأمثلة لبنات بلدك.
رابط الخبر بصحيفة الوئام: أريج القحطاني.. شكراً ابنة وطني