أظهرت دراسة جديدة أن نسبة الإعلان على الإنترنت في بريطانيا وحدها إرتفعت بواقع 12.8 % خلال العام الماضي لتبلغ حاليًا 25 % من هذه السوق الرائجة. وبترجمة هذه النسبة إلى مال يتضح أن الرقم يتجاوز 4 مليارات جنيه استرليني (أكثر من 6.4 مليار دولار). وقالت دراسة أعدها «مكتب إعلانات الإنترنت» ومؤسسة «بي دبليو سي» للمحاسبة إن حجم الإعلان على الإنترنت نما بثلاثة أضعاف ما كان عليه خلال العام 2009، وإنه تجاوز سائر أشكال الإعلان الأخرى خاصة خلال إشتداد الأزمة المالية العالمية التي طالت سائر المؤسسات التجارية في بريطانيا. ونقلت فضائية «بي بي سي نيوز» الإخبارية عن غاي فيبلبسون، المدير التنفيذي لمكتب إعلانات الإنترنت قوله: «لحسن الحظ فقد استعادت تلك المؤسسات ميزانياتها الإعلانية في 2010. ومع انتشار المعرفة التكنولوجية وسط قطاعات أكبر من الناس صار الرابح الأكبر هو الإنترنت بلا منازع». يذكر أن المواقع الاجتماعية نالت أكثر من نصيب الأسد من الإعلانات الإلكترونية، إذ نمت نسبتها بقرابة 200 %. وعلى سبيل المثال فقد نجح «فايسبوك» في العام الماضي في إقناع كبار المعلنين بأنه هو المكان الصحيح لعرض بضاعتهم بسبب الملايين الذين يزورونه كل يوم. والواقع أن الأرقام تظهر أن البريطانيين يمضون في المتوسط 25 % من وقتهم على الإنترنت في تصفح المواقع الاجتماعية. وبالمثل فقد ارتفعت إعلانات شرائط الفيديو على الإنترنت الى الضعف خلال 2010. وكان نصيب تلك التي تبدأ قبل أو خلال الكليبات القصيرة 54 مليون جنيه (86.5 مليون دولار)، وانتعشت أيضًا سوق الإعانات على الأجهزة المحمولة. وتظل الإعلانات على مواقع ماكينات البحث – «غوغل» على وجه التحديد – كبيرة العدد أيضًا، رغم أن مرتادي هذه السوق «الجادة» ضئيل بالمقارنة مع زوار المواقع الاجتماعية. ولهذا فقد شهدت نموًا توقف في هامش 8 % الضئيل بالمقارنة. ويقول إيان باربر، من «رابطة الإعلان» البريطانية إن ميزة الإعلان على الانترنت «واضحة للعيان. فهي تمكن المعلنين من التعرف بسرعة إلى نوع الشرائح التي تعنيهم، والمرجح أنها ستستجيب أكثر من غيرها لحملاتهم الإعلانية». وحتى الإعلانات الشخصية المبوّبة، التي كانت عماد ميزانيات الصحف الإقليمية، هاجرت إلي الإنترنت، خاصة مع توسع رقعة النطاق العريض «البرودباند» الى مزيد من البلدات والقرى في مختلف أرجاء بريطانيا. على أن لين اندرسون، من «جمعية الصحف، تقول إن معظم القائمين على الصحف الورقية تنبهوا إلى الأمر، وافتتحوا مواقع لصحفهم على الإنترنت، وصارت الإعلانات فيها تعوّض شيئًا مما تفتقره مطبوعاتهم.